إمامة الجمعة. ثم قال : وهل للفقهاء المؤمنين ـ حال الغيبة ـ والتمكّن من الاجتماع والخطبتين صلاة الجمعة؟ أطبق علماؤنا على عدم الوجوب ، واختلفوا في استحباب إقامتها فالمشهور ذلك (١).
ويوم الجمعة يوم عيد للمسلمين وهو سيّد الأيام ، وليلتها ليلة عبادة وتهجّد ، ويندب فيها المزيد من الابتهال إلى الله ، والانشغال بالمستحبات ، وزيارة القبور لتذكر الموتى والتحريم عليهم والإعتبار بصيرهم ، وبالذات قبور أئمة الهدى (عليهم السلام) ومرقد سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ، وتجديد العهد مع الرسول وآل بيته والإمام الحجة (عليهم السلام) بالاستقامة على خطّ الرسالة.
كما ينبغي صلة الأرحام ، والتوجّه إلى المساكين ، والتزاور مع الإخوان ، في هذا اليوم الشريف.
كما ينبغي محاسبة الذات لتجديد العزم على متابعة الخطط السليمة ومقاومة الانحرافات والضلالات.
وعموما فإنّ يوم الجمعة ليس يوم اللعب واللهو والانشغال بالتوافه ، وإنّما هي فرصة المؤمنين للتفرّغ للعبادة وذكر الله بخير الأعمال يومئذ حيث صلاة الجمعة المتميّزة بفروضها وخطبتها ومظهرها الاجتماعي. وهذا نداء الله ودعوته للالتزام بها وإقامتها إذ يقول :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ)
__________________
(١) المصدر / ص ١٥٣