(وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ)
أي أنّكم حينئذ في موضع يرتجى فيه الفضل والرزق أو تجدون أنفسكم أمام فضل من الله تصيبون منه رزقكم.
(وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
وأهمية الاستمرار في ذكر الله للإنسان حيث ينتشر في الأرض ويبتغي من فضل الله أنّه يجنّبه الانحراف والوقوع في الأخطاء بسبب نسيان الله ، فإنّ ذاكر الله لا يسعى نحو الحرام ، ولا يسلك الطرق الملتوية ، ولا يغشّ الناس ويضرّهم ، فهو يرتجى له الصلاح والفلاح.
ومن اللطائف الواردة في هذه الآية أنّه تعالى قال : (فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ) ببناء الفعل للمجهول بينما يفترض أن يقول : فإذا قضيتم الصلاة ، وصلا بخطابه الآنف للمؤمنين ، إلّا أنّ هذه الصيغة للفعل تعطي حرمة لوقت الصلاة بالذات ، بحيث يكون المفهوم أنّ البيع وقت صلاة الجمعة المستوفية شروطها حرام لمن شهد الصلاة مع المسلمين ولمن لم يشهدها عمدا ، ولو جاء التعبير للمعلوم : فإذا قضيتم الصلاة لكان الحكم منحصرا للمصلين فقط ولا يشمل غير المصلين.
[١١] وبعد أن يرسم الوحي للمؤمنين الموقف المطلوب تجاه صلاة الجمعة ـ وهو السعي لذكر الله وترك البيع وقتها ـ ينثني السياق القرآني لنقد ظاهرة الانفضاض إلى شؤون الدنيا وتقديمها على الصلاة ، ممّا يشير إلى وجود ضعف في الإيمان لدى المجتمع ، وانخفاض في مستوى التفاعل مع شعائر الدين وبرامجه.
(وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً)