«يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ» أنّه ينبغي للمؤمن ان لا يكتفي بالنور الذي ينير له الطريق من الخارج ، بل لا بد ان يكون بيده نور وعنده بصيرة الاستفادة من ذلك في الوقت المناسب.
ومن دقائق التعبير هنا قوله تعالى (وَالْمُؤْمِناتِ) دون ان يكتفي بذكر المؤمنين التي هي لغة القرآن الشاملة للجنسين ، وذلك لكي لا تتصوّر النساء أنّ الإنفاق والجهاد في سبيل الله من وظائف الرجل وحده ، كلّا .. فهنّ مكلّفات بقدرهنّ أيضا ، ومن الخطأ أن تعتمد المرأة على ما يقدّمه وليها أو أقرباؤها ، فلكل عمله وسعيه ، ونوره وجزاؤه يوم القيامة.
وحيث يتقدّمون نحو الجنة ويعبرون الصراط تأتيهم البشارة من الله تحملها الملائكة. وأي بشرى تلك؟! إنّها عظيمة حقّا.
(بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ)
كثيرة ومختلفة ، باختلاف الأعمال وقدرها.
(تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها)
وهذه من أفضل نعم الجنة ، نعيم دائم وحياة أبديّة.
(ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
حيث الخلاص من جهنّم ، والوصول إلى أعظم تمنّيات الإنسان ألا وهي الخلود ، وكلّ إنسان يشعر في نفسه كم ينغّص الخوف من الموت والنهاية عيشه وسعادته ، وقد ضمن الله الخلود للمؤمنين.