الباقر (ع) : «يحيي الله تعالى بالقائم (الأرض) بعد موتها ، يعني بموتها كفر أهلها ، والكافر ميت» (١). وقال الامام الحسين (ع) : «منا اثنى عشر مهديا أولهم أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب ، وآخرهم التاسع من ولدي ، هو القائم بالحق ، به يحيي الله الأرض بعد موتها ، ويظهر به الدين الحق على الدين كله ولو كره المشركون» (٢).
وهذا الوعد الالهي لا يعني ان نحيل المسافة بيننا وبينه ساحة للتقاعس والامنيات الزائفة ، فاقامة العدل ليست من مسئوليات القائم (ع) وحده ، انما هي تكليف كل مسلم بنص القرآن : (فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ) (٣) ونصوص اخرى كثيرة ، وإذا كان هذا التأكيد على الامام قد كثر وتواتر في تأويل هذه الآية ، فهو من باب التأكيد على الأحياء الأعظم ، والا فإصلاح الإنسان لنفسه ومجتمعة احياء أيضا كائنا من كان ، بل ان تحقق الوعد الالهي بظهور القائد الذي يملأ الأرض عدلا وقسطا بعد ما ملئت ظلما وجورا بإجماع المسلمين وكل المذاهب والأديان مرهون بنا بقدر ما ، لان ربنا سبحانه وتعالى يقول : (إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ) ، ولأنه جاء في بعض النصوص انه عليه السلام لا يظهر الا بعد اكتمال أصحابه الذين هم بعدد أصحاب النبي يوم بدر (٣١٣) فردا والله العالم.
وهب ان الحجة (ع) ظهر بيننا فانه سوف يقاتل بنا ، ولهذا يأتي أمر الله وتأكيده على ضرورة العلم بهذه الحقيقة ، لان العلم يقود الى العمل والسعي ، اما الامنيات فانها تكرس السلبية عند الإنسان ، وتشل طاقاته العملية ، إذ لا تثير فيه
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٥ ص ٢٤٢
(٢) المصدر / ص ٢٣٤
(٣) التوبة / ١٢