والقتال والفتح يتأكد هذا المعنى.
(يُضاعَفُ لَهُمْ)
بركة من الله ، ذلك لأنّ التكافل الاجتماعي يدور الثروة ، مما يؤدي إلى بناء المجتمع اقتصاديا وحضاريا ، قال تعالى : (وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ) (١) ، أضف إلى ذلك حب الناس واحترامهم ودعاءهم في الدنيا ، وفي الآخرة الثواب ، فقد روي عن الإمام الصادق (ع) أنّه قال : على باب الجنة مكتوب : «القرض بثمانية عشر والصدقة بعشرة» (٢)
(وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ)
[١٩] أمّا الباب الأوسع للدخول إلى مقام الصديقين والشهداء فهو التسليم نفسيا وعمليا لله ولرسله والقيادات الرسالية من بعدهم ، وأساسا الإيمان والإنفاق يتكاملان ، ويكمّلان شخصية الإنسان الربانية ، ولا يكفي أحدهما دون الآخر ، ومن هذا المنطلق يأتي التلازم الكثير في القرآن بينهما كما في الآية السابقة من هذه السورة ، أو بصيغ تختلف كالإيمان والجهاد أو العمل الصالح. ولعلّ التعرض لموضوع الإيمان بعد التحريض على التصدّق والقرض تأكيد على أنّهما لا ينفكان عن بعضهما.
(وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ)
إيمان تسليم مطلق للحق وعمل صالح مخلص بما في رسالته يستمر مع الإنسان حتى الموت ، ولا يمكن لأحد أن يحقق ذلك إلّا بالطاعة للقيادات الرسالية أنبياء
__________________
(١) الروم / ٣٩
(٢) نور الثقلين / ج ٥ ص ٢٣٩