يكون ، فقد يكون دوره ضمن أجهزة الأنظمة الفاسدة ومؤسساتها لأغراض تعلمها القيادة كما فعل مؤمن آل فرعون وفعلت زوجته آسية ، وقد يكون مشغولا بالقراءة والتأليف ، أو سائحا في البلاد لمصلحة العمل ، أو ما أشبه.
(لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ)
أمّا الأجر فيتمثل في الآخرة بالجنات ، أمّا في الدنيا فقد يتجلى في النظام الحياتي المتكامل بماله من معطيات حضارية كريمة. وأمّا النور فيتمثل في الآخرة بالضياء الذي يفقده الناس في المحشر ، أمّا في الدنيا فهو ذلك الهدى الذي يمشي عليه المؤمن في كل حقول الحياة.
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ)
في الدنيا لأنّهم كذّبوا بالرسالة التي تشتمل على النظم والمناهج لأبعاد الحياة السعيدة ، وبينما اختاروا الأنظمة الفاسدة التي لا ينتج عنها إلّا الدمار والانحطاط والعذاب ، وفي الآخرة لأنّ الطريق الذي اختاروه يهديهم إلى النار.
[٢٠] وحيث أنّ حبّ الدنيا رأس كل خطيئة ، فإنّ الموقف الخاطئ تجاهها يسلب الإنسان خشوع القلب ، ويجرّه إلى الفسوق ، ولكنّ الدنيا في ذات الوقت مزرعة الإنسان للآخرة وفرصة التي يحدد فيها مستقبله الابدي ، فلا بد أن يتخذ منها موقفا سليما ، وهذا ما تعالجه بقيّة آيات هذا الدرس التي تبصرنا بحقيقة الدنيا ، ورسالة الإنسان فيها ، وموقف المؤمن منها.
أولا : ما هي حقيقة الدنيا؟
لقد اختلفت البشرية في الإجابة على هذا السؤال الحساس الذي يراود فردا فردا