إبراهيم (ع) : (قالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ* قالُوا أَجِئْتَنا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ) (١) ، وقال : (وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ) ، (ما خَلَقْناهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (٢) ، أي لا يعلمون الهدف الذي تنطوي عليه الحياة الدنيا ، فتصبح بمجملها باطلا ولعبا ولهوا ، كما ان تفريغ الدين من مضمونه ومن قيمه واهدافه عند البعض يجعلهم يتخذونه لهوا ولعبا ، كما قال ربنا سبحانه عنهم : (وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً ، وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا) (٣).
وإنما نسمي مجموعة ممارسات لعبا لأنها غير هادفة (حتى بمقاييس أهل الدنيا) كذلك الدنيا لمن يمارسها لا لهدف أبعد منها تصبح لعبا ، فاذا سألته لماذا تعمل؟ قال : لآكل ، وإذا أعدت عليه ذات السؤال وقلت : لماذا تأكل؟ قال : لكي أتقوى على العمل ، وإذا سألته ثالثا : لماذا أساسا تعيش؟ قال هكذا جئت لأعيش ولا أعرف لماذا؟
أو لم تسمع شاعرهم قال :
جئت لا أعلم من أين |
|
ولكنّي أتيت |
ولقد أبصرت قدّامي |
|
طريقا فمشيت |
وسأبقى ماشيا إن |
|
شئت هذا أو أبيت |
كيف جئت كيف |
|
أبصرت طريقي؟ لست أدري |
وحينما يغرق في ممارسته اللعب يتحول الى اللهو ، حيث النسيان التام والغفلة عن الهدف ، بلى. جاء الإنسان من عالم الذر الى الدنيا كمحطة يتزود منها ، ثم
__________________
(١) الأنبياء ٥٥
(٢) الدخان / ٣٩
(٣) الانعام / ٧٠