والزينة هي الأمور الثانوية التي يكمل بها الشيء ، ومنها الحلي والعطر والورد لأنها تكمل جمال المرأة ، قال تعالى : (وَلَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاها لِلنَّاظِرِينَ) (١) وقال : (الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا) (٢).
والإسلام لا يعارض الزينة ، بل ويستنكر تحريمها ، قال تعالى : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ) (٣) ، كما أنه دعا إليها ، قال تعالى : (يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا) بلى. حرم الإسلام الإسراف فيها ، فقال في خاتمة الاية : (وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (٤) ، كما حرم الباطل : (قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) (٥).
إن المطلوب هو حفظ التوازن المعقول بين الأمور الكمالية والاخرى الاساسية ، وان يجعل الإنسان الأمور الثانوية تكمل بالفعل الجانب الضروري من حياته ، لا ان تكون بديلا عنه ، أو على حسابه ، ومشكلة البشرية اليوم انها توجهت الى الكماليات على حساب اهدافها الاساسية ، ليس في مجال الالتزام بالدين وحسب ، بل في مجال الحضارة ، وهذا جزء من الموقف الخاطئ من الحياة الدنيا ، ولا ريب ان سببه نسيان الاخرة أو الكفر بها ، لان مثل هذا الإنسان يجري وراء اهوائه وناسيا ليس فقط اهدافه السامية (في الاخرة) بل ومصالحه الحقيقية (في الدنيا) ، كما قال ربنا سبحانه عن مثله : (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ
__________________
(١) الحجر / ١٦
(٢) الكهف / ٤٦
(٣) الأعراف / ٣٢
(٤) المصدر / ٣١
(٥) المصدر / ٣٣