هي الدنيا؟! أو ليست حياة النبات في دورتها السريعة شبيهة بحياة الإنسان في دورة أبطأ قليلا ولكن بذات النسق ، يقول عنها ربنا في آية كريمة : (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً* الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلاً) (١)؟! ويقول ربنا في هذه الآية :
(كَمَثَلِ غَيْثٍ)
مطر نزل على الأرض ، فسقاها ، واختلط بما فيها من بذور فصارت نباتا.
(أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ)
أي أدخل الى نفس الفلاح العجب والاغترار به ، كما تدخل زينة الدنيا في نفوس الكافرين بالآخرة ، ولا شك ان هذه الحالة سوف تجعله يعتقد ببقائه ، ويلهو عن نهايته حيث يصير حطاما ، والنبات هو المزروعات الصغيرة التي لا تبقى كالقمح والذرة ، ويقال لها نباتا في أطوارها الاولى حيث تشق التربة.
(ثُمَّ يَهِيجُ)
ويترعرع ، ويثمر حينما يبلغ أقصى القوة ، ولكنه لا يبقى طويلا حتى تبدأ مسيرته الى النهاية.
(فَتَراهُ مُصْفَرًّا)
أول الأمر. والملاحظ ان العطف جاء بالفاء وهي أقرب الحروف عطفا.
__________________
(١) الكهف / ٤٥ ـ ٤٦.