سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ» (١). وأعظم بها من غاية فاز والله من أصابها (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ) (٢).
والهدف الآخر هو الدخول الى الجنة ، وذلك لا يمكن من دون مغفرة الله ورضوانه ، إذ لا يدخل أحد الجنة بعمله ـ بل بفضل الله ـ حتى الأنبياء ، وذلك لا يتحقق الا بالانابة الى الله والاعتراف له بالخطإ ، والسعي الدائب للإصلاح.
(وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوانٌ)
هذه هي الاهداف الحقيقية التي يجب على كل إنسان السعي من أجلها ، وبها تصبح الدنيا آخرة ، والحياة فيها ذات معنى ، وكل ساعة فيها أعظم من ساعات الآخرة. أما بدونها فتصبح لعبا ولهوا ، وتتحول الى أداة للغرور.
(وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ)
المتاع هو الزاد ، والغرور الانخداع ، قال تعالى : (فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ) (٣) ، وشبّه ربنا الدنيا بزاد الغرور ، لأنها لا تشبع عند المنخدع بها حاجة حقيقية ، إلا غروره الكاذب الباطل ، الذي ينتهي عند الموت ، فلا تبقى عنده ذرة من غرور.
وإذا نظرنا الى حديث القرآن عن الدنيا ، والى السياق الذي تقع ضمنه في كل مرة ، فاننا سوف نلاحظ ورود ذكرها في مواضع كثيرة وعلاجا لمشاكل مختلفة مما يثير فينا التساؤل : لماذا؟ وقد يتكرر النص الواحد في موارد متعددة ، وسياقات مختلفة ، ويجيب عن ذلك الحديث المروي عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) :
__________________
(١) آل عمران / ١٩١
(٢) آل عمران / ١٨٥
(٣) لقمان / ٣٣