حب الدنيا رأس كل خطيئة فمهما وجدت انحرافا أو خطأ في حياة الإنسان (فردا وجماعة) فانك تجده متصلا بحب الدنيا ، والاغترار بها.
[٢١] وإذا تحول نظر الإنسان وقلبه الى تلك الاهداف السامية ، فهو لا ريب سيتحول موقفه من الدنيا وسلوكه فيها ، فالاهداف عظيمة والفرصة قصيرة ، إذا لا بد من ترك اللعب واللهو الى الجد والاجتهاد ، وترك الزينة الى ما ينفع ، والتفاخر والتكاثر في الأموال والأولاد الى التسابق في الخير والصالحات الباقيات.
إن تلك الاهداف كفيلة بان تجعله في ذروة الفاعلية ، وتحيل المجتمع الى بركان متفجر من الحيوية والاجتهاد وروادا في فضيلة التسليم للقيادة الرسالية ، والاستجابة لدعوتها.
(سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ)
وانبعثوا انبعاثة نحو الجنة العريضة ، بدل الدنيا ، وقاوموا جاذبية المادة طلبا لرضوان الله.
(وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ)
وهذا هو الأجر وهو ـ في ذات الوقت ـ النور الذي وعد به الله تعالى الصديقين والشهداء في الآية (١٩).
(ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ)
فلا يظنن أحد أنّه يمن على ربه بالايمان ، أو انه يحصل عليه بجهده ، أو يدخل الجنة بسعيه ، إنما بفضل الله ومنه يحظى الإنسان بالايمان ، ويدخل الجنة ، بلى. ان