لأن اليأس (التثبط والهزيمة الداخلية) بسبب التغير السلبي يسلبنا الفاعلية والتحرك. ولماذا نسعى ونسابق الى هدف لا نصل اليه؟ هذا هو الاحساس والتساؤل الذي يرتسم عند المصيبة ، ولكن لماذا اليأس ، فالمصيبة إما بإرادة الهية لا سبيل فيها إلا الاعتراف بها والتسليم لارادة ربنا وحكمته ، واما تكون بسببنا فنحن إذا قادرون على مقاومتها وتغييرها بتغيير ما في أنفسنا. ولا داعي لليأس ، فقد نجاهد العدو فنفشل وننهزم لاننا متفرقون ، منهزمون نفسيا ، ولكننا نستطيع الانتصار عليه إذا اعترفنا بعوامل الهزيمة عندنا فتجنبناها ، وأسباب الانتصار عند العدو فأخذنا بها.
وكذلك النعمة يجب ان لا تدفعنا الى الغرور والفخر ، فنعتمد عليها بدل الاعتماد على الله ، وهي لا تبقى ، أو ننسى العوامل التي تسببت فيها فتزول.
(وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ)
لان الفرح (الغرور والاحساس بالكمال) يدعونا الى التوقف ، كاليأس ولكن بصورة أخرى ، حيث لا نجد دافعا الى السعي والاستزادة ، وقد بلغنا القمة عند أنفسنا ، بل قد يدعونا الى الشرك وذلك للشعور بالاستغناء عن الله تعالى.
(وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ)
كائنا من كان ، لأنهما صفتان سلبيتان منبوذتان عنده تعالى ، لا يبررهما حسب ولا نسب ولا منصب ولا فضل مادي أو معنوي. ونستلهم من الآية :
أولا : ان الفرح (والاعجاب بما نملك) يسبب التكبر على الناس والفخر.
ثانيا : ان علاجه يتم بالايمان بالقضاء والقدر ، وان ما نملك لم نحصل عليه من