عند أنفسنا بل بفضل الله سبحانه ، فلا داعي للتعالي على الناس به أو الفخر والغرور.
ثالثا : ان من يعيش التكبر والفخر يخسر ما آتاه الله ، لان الله لا يحب كل مختال فخور ، وإذا كانت النعمة من الله فان زوالها سيكون بيده.
[٢٤] ويضرب الله مثلا على المختالين الذين يفخرون ، ويبين لنا انعكاس فرحهم بالنعم على نفوسهم وسلوكهم بالنسبة للإنفاق ، بعد بيان انعكاسه في النفس والمجتمع.
(الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ)
وانما يبخلون لاسباب أهمها أمران ، الاول : لأنهم يريدون التفاخر والتكاثر ، فهم يزعمون أنّ الإنفاق يقلل ما يملكون ، وجاء في الحديث «ما فتح على عبد بابا من أمر الدنيا إلّا وفتح عليه من الحرص مثليه» (١) والثاني : لأنهم يحسون بالاستغناء عن كل أحد ، وهذا يتضخم في نفوسهم حتى يشعرون بعدم الحاجة الى ثواب الله ، فاذا بهم لا يستجيبون لدعوته بالإنفاق ، ولا يدعمون مسيرة الحق.
(وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُ)
الذي لا يحتاج الى أحد ، وانما أمر بالإنفاق لصالح الناس ولابتلائهم.
(الْحَمِيدُ)
فهو يواصل فضله على عباده ، ولكن لماذا يأمرون الناس بالبخل؟
__________________
(١) بح / ج ٧٣ ص ١٦٠