بينات من الآيات :
[٢٥] ما هي السمات الاساسية للحركة الصادقة؟ وما هو هدفها والمنهج الالهي الكفيل بالوصول اليه؟ ومن هو المسؤول عن تطبيقه؟ عن هذه الأسئلة الحساسة تتحدّث آية الحديد التي تنتهي إليها بصائر هذه السورة التي سميت باسمها.
إنّ أهم السمات في الحركة الصادقة والتي تعد بيّنات على سلامتها هي التالية :
الأولى : الانبعاث باسم الله رب العالمين ، أمّا الانطلاقة الضالة التي تبدأ من ثقافة الشرك والجحود فانها آية واضحة على خطأ الحركات التي ترتكز عليها ، والرسل وحدهم انطلقوا باسم الله وبأمره الذي تلقوه عبر الوحي بعد اختيارهم من قبله تعالى ، وحيث ختم الله عهد هذا النوع من الحركات بنبيّه محمّد (ص) فان الحركة الصادقة هي التي تكون امتدادا لهم وبزعامة الأوصياء والربانيين والعلماء بالله الأمناء على حلاله وحرامه والأولياء والقادة الرساليين.
الثانية : المنهج الرباني الأصيل ، والمتمثل في الرسالات التي أكملها وختمها ربنا بالقرآن الذي حفظه من التحريف ، وجعله مهيمنا على الكتب ، فانّه المنهج الأصيل والوحيد الذي يجب اتباعه ، واتباع هداه وبصائره ، اما المناهج القائمة على الجهالة والإفراط واتباع الأهواء فهي لا تصلح وسيلة مناسبة للنجاح ، لأنها إذا أخرجت الناس من ظلمات فلكي تدخلهم في مثلها ، أو أنقذتهم من عبودية فالى عبودية مثلها أو أسوء منها.
الثالثة : الاهداف السامية ، والتي يلخّصها القرآن في العدل (قيام الناس