يقول فيها :
حتّى إذا كسر الخليج وقسمت |
|
أمواه لجته على الخلجان |
ساوى البلاد كما تساوى في الندى |
|
بين الأنام مواهب السلطان |
الناصر الملك الذي في عصره |
|
شكرا لظباء صنيعة السرحان |
ملك إذا اكتمل الملوك بنوره |
|
خروا لهيبته إلى الأذقان (١) |
ولم يقف شعره على الناصر قلاوون بل مدح معه ثلاثة سلاطين ذكرهم في خطبة ديوان (الناصريات) وفي الديوان قصائد ومقطعات في مدحهم.
و (الناصريات) قصائد مصرية ، ولكن (المنصوريات) قصائد أرتقية ، بدأها كما سبقت الإشارة بمدح الملك المنصور السلطان نجم الدين أبي الفتح غازي بن أرتق. والشاعر في جميع ما تقدم من حياته ، كان قد شغل نفسه بالمديح المادي ، وبالصلات بالسلاطين والملوك ، ولم يكن الاتجاه الديني أو الروحي قد ظهر في شعره ، إلّا في بعض المقطعات القصار من آل البيت أو صحابة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وليس بين أيدينا ما يعطينا الوقت الذي نظم فيه هذه المقطعات ، ففي ديوانه إشارات إلى أنه قال في آل الرسول صلىاللهعليهوسلم (٢) :
يا عترة المختار يا من بهم |
|
يفوز عبد يتولاهم |
أعرف في الحشر بحبي لكم |
|
إذ يعرف النّاس بسيماهم |
وقال :
يا عترة المختار يا من بهم |
|
أرجو نجاتي من عذاب اليم |
فمن أتى الله بعرفانكم |
|
(فقد أتى الله بقلب سليم) |
__________________
(١) الديوان : ١١٨ ـ ١٢١.
(٢) الديوان : الصفحات : ٥٥ ـ ٥٩.