وأما (هذا ولا زعماتك) فمعناه أن المخاطب كان يزعم زعمات فلما ظهر خلاف قوله قيل له هذا الكلام ، وهذا مبتدأ خبره محذوف ، أي : هذا الحق ولا يختص بهذا اللفظ ، بل تقول : أقول كذا ولا زعماتك ، وأعلم كذا ولا زعماتك.
وأما (إن تأتني فأهل الليل وأهل النهار) فالمعنى تجد من يقوم لك مقام أهلك في الليل والنهار ، وهو مما يجري مجرى المثل في كثرة الاستعمال.
وأما (ديار الأحباب) فمعناه اذكر ، قال أبو حيان : إن أراد ابن مالك هذا اللفظ بخصوصه فيحتاج إلى سماع ، ولم نقف عليه ، وإن أراد لفظ (ديار) مضافا إلى اسم المحبوبة فكثير ، قال ذو الرمة :
٦٤٦ ـ ديار ميّة إذ ميّ تساعفنا
وقال طرفة :
٦٤٧ ـ ديار سليمى ؛ إذ تصيدك بالمنى
وفي «البسيط» ما نصه : ومنها ذكر الدار فإنه كثر عندهم فاستعملوه بحذف الفاعل كقوله : (ديار مية) ، أي : اذكر ، ومثله ذكر الأيام والمعاهد والدمن ؛ لأنه يستعمل عندهم كثيرا ، وأما عذيرك فمعناه أحضر عاذرك قال :
٦٤٨ ـ أريد حياته ويريد قتلي |
|
عذيرك من خليل من مراد |
وأما مرحبا وأهلا وسهلا فالمعنى صادفت رحبا وسعة ، ومن يقوم لك مقام الأهل ، وسهلا ، أي : لينا وخفضا لا حزنا ، وهذا يستعمل خبرا لمن قصدك ، ودعاء للمسافر ، والأول هو المراد هنا ، وأما الثاني : فتقديره لقّاك الله ذلك ، وقدره سيبويه : رحبت بلادك
__________________
٦٤٦ ـ البيت من البسيط ، وهو لذي الرمة في ديوانه ص ٢٣ ، والخزانة ٢ / ٣٦٥ ، ٣٣٩ ، ٣٤٠ ، ٣٤٥ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٥٤٨ ، والكتاب ١ / ٢٨٠ ، ٢ / ٢٤٧ ، واللسان مادة (عجم) ، ونوادر أبي زيد ص ٣٢ ، وأمالي ابن الشجري ٢ / ٩٠ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٦٤.
٦٤٧ ـ البيت من الطويل ، وهو لطرفة بن العبد في ديوانه ص ٧٦ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٦٩٣.
٦٤٨ ـ البيت من الوافر ، وهو لعمرو بن معديكرب في ديوانه ص ١٠٧ ، ١١١ ، والأغاني ١٥ / ٢٢٧ ، وحماسة البحتري ص ٧٤ ، والحماسة الشجرية ١ / ٤٠ ، والخزانة ٦ / ٣٦١ ، ١٠ / ٢١٠ ، والسمط ص ٦٣ ، ١٨٣ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٢٩٥ ، والكتاب ١ / ٢٧٦ ، واللسان والتاج وعمدة الحفاظ مادة (عذر) ، ومعجم الشعراء ص ١٦ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٣٦ ، وفي نسخة (حباءة) بدلا من (حياته).