١٠١٥ ـ ليس العطاء من الفضول سماحة |
|
حتى تجود وما لديك قليل |
قال أبو حيان : وقد أغنانا ابنه عن الرد عليه في ذلك ، وقال : إنه يصح فيه تقدير (إلى أن) ، وإذا احتمل أن تكون حتى فيه للغاية فلا دليل في البيت على أن حتى بمعنى إلا أن ، وقال ابن هشام الخضراوي في حديث «كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه يهودانه أو ينصرانه» (٢) : عندي أنه يجوز أن يكون (على الفطرة) حالا من الضمير ، ويولد في موضع خبر ، وحتى بمعنى إلا أن المنقطعة كأنه قال : إلا أن يكون أبواه ، والمعنى لكن أبواه يهودانه أو ينصرانه. قال : وقد ذكر النحويون هذا المعنى في أقسام (حتى) ، ومنه قوله :
١٠١٦ ـ والله لا يذهب شيخي باطلا |
|
حتى أبير مالكا وكاهلا |
المعنى : إلا أن أبير وهو منقطع بمعنى لكن أبير انتهى.
وإنما ينصب المضارع بعد حتى إذا كان مستقبلا نحو : لأسيرن حتى أصبح القادسية ، أو ماضيا في حكم المستقبل نحو : سرت حتى أدخل المدينة ، فهذا مؤول بالمستقبل نظرا إلى أنه غاية لما قبل حتى ، فهو مستقبل بالإضافة إليه ، فإن كان حالا أو مؤولا به رفع ، وذلك بأن يكون ما قبلها سببا لما بعدها ، ولا يكونان متصلي الوقوع فيما مضى ، بل ما قبل حتى وقع ومضى وما بعدها في حال الوقوع ، وعلامة ذلك صلاحية جعل الفاء مكان حتى نحو : قولهم مرض فلان حتى لا يرجونه ، أي : فهو الآن لا يرجى ، وضرب أمس حتى لا يستطيع أن يتحرك اليوم والمؤول بالحال أن يكون ما بعد حتى لم يقع ، لكنك متمكن من إيقاعه في الحال نحو : سرت حتى أدخل المدينة ، أي : فأنا الآن متمكن من دخول المدينة
__________________
١٠١٥ ـ البيت من الكامل ، وهو للمقنع الكندي في خزانة الأدب ٣ / ٣٧٠ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١٧٣٤ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٣٧٢ ، وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٥٥٥ ، وشرح الأشموني ٢ / ٥٦٠ ، ٣ / ٢٩٨ ، ومغني اللبيب ١ / ١٢٥ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٤١٢ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٧٩٢.
١٠١٦ ـ الرجز لامرىء القيس في ديوانه ص ١٣٤ ، والأغاني ٩ / ٨٧ ، وخزانة الأدب ١ / ٣٣٣ ، ٢ / ٢١٣ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٣٧٢ ، ومعجم ما استعجم ص ٥٦ ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ٣ / ٥٦٠ ، ومغني اللبيب ١ / ١٤٤ ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١٢٣٣.
(١) أخرجه البخاري ، كتاب الجنائز ، باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلّى عليه (١٣٥٨) ، ومسلم ، كتاب القدر ، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة .. (١٦٥٨).