خاتمة
(ص) خاتمة ترد (أن) زائدة وليست المخففة ولا تفيد غير توكيد على الأصح فيهما بعد (لما) وبين قسم ولو ، وزعمها ابن عصفور رابطة ، وسيبويه في قول موطئة ، وأبو حيان مخففة ، وشذوذا بعد كي ، وقاسه الكوفية ، وكاف الجر وإذا ومفسرة ، وأنكرها الكوفية بين جملتين في الأولى معنى قول لا لفظه ، قيل : أو لفظه عارية من جار ، فإن وليها مضارع مثبت جاز رفعه ونصبه ، أو مع لا جازا والجزم ، قال الكوفية والأصمعي : وشرطية ، قيل : ونافية ، قيل : وبمعنى لئلا ، قيل : وإذ مع الماضي ، قيل : والمضارع.
(ش) لما انقضى الكلام في أحكام (أن) الناصبة للمضارع وكان لفظا مشتركا بين المصدرية والزائدة والتفسيرية وغير ذلك على ما ذهب إليه بعضهم ، تمم الكلام وختم الباب بذكر بقية مواضعها وهي ستة :
أحدها : الزيادة ، وأن الزائدة حرف ثنائي بسيط مركب من الهمزة والنون فقط ، وذهب بعضهم إلى أنها هي الثقيلة خففت فصارت مؤكدة ، قال أبو حيان : ولا تفيد عندنا غير التأكيد ، وزعم الزمخشري أنه ينجر مع إفادة التوكيد معنى آخر فيقال في قوله تعالى : (وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ) [العنكبوت : ٣٣] : دخلت (أن) في هذه القصة ولم تدخل في قصة إبراهيم في قوله : (وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً) [هود : ٦٩] تنبيها وتأكيدا في أن الإساءة كانت تعقب المجيء ، فهي مؤكدة للاتصال واللزوم ، ولا كذلك في قصة إبراهيم ؛ إذ ليس الجواب فيه كالأول ، وقال الأستاذ أبو علي : دخلت منبهة على السبب وأن الإساءة كانت لأجل المجيء ؛ لأنها قد تكون للسبب في قولك : جئت أن تعطي ، أي : للإعطاء ، قال أبو حيان : وهذا الذي ذهب إليه لا يعرفه كبراء النحويين ، ومواقع زيادتها بعد لما كالآية ، وبين القسم ولو كقوله :
١٠٤٢ ـ أما والله أن لو كنت حرّا
__________________
١٠٤٢ ـ البيت من الوافر ، وهو بلا نسبة في الإنصاف ١ / ١٢١ ، وخزانة الأدب ٤ / ١٤١ ، ١٤٣ ، ١٤٥ ، ١٠ / ٨٢ ، والجنى الداني ص ٢٢٢ ، وجواهر الأدب ص ١٩٧ ، ورصف المباني ص ١١٦ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٣٣ ، وشرح شواهد المغني ١ / ١١١ ، ومغني اللبيب ١ / ٣٣ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٤٠٩ ، والمقرب ١ / ٢٠٥ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٦١٣.