كلام أبي حيان أن الكوفية كلهم عليه كقوله تعالى : (فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً) [الفرقان : ٥٩] بدليل (يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ) [الأحزاب : ٢٠] ، وقول علقمة :
١٠٥٣ ـ فإن تسألوني بالنّساء فإنني |
|
بصير بأدواء النّساء طبيب |
وقيل : لا ، وعليه ابن مالك نحو : (يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ) [الحديد :١٢] ، (تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ) [الفرقان : ٢٥] ، والبصرية أنكروا هذا المعنى وأولوا الآية والبيت على أن المعنى اسأل بسببه خبيرا وبسبب النساء لتعلموا حالهن ، أو تضمين السؤال معنى الاعتناء والاهتمام ، قالوا : ولو كانت الباء بمعنى (عن) لجاز أطعمته بجوع وسقيته بعيمة تريد عن جوع وعن عيمة.
قال ابن هشام : في التأويل الأول بعد ؛ لأن المجرور بالباء هو المسؤول عنه ولا يقتضي قولك : سألت بسببه أن المجرور هو المسؤول عنه.
(و) قال ابن هشام (الخضراوي : و) بمعنى (الكاف) داخلة على الاسم حيث يراد التشبيه نحو : لقيت بزيد الأسد ورأيت به القمر ، أي : لقيت بلقائي إياه الأسد ، أي : شبهه ، قال أبو حيان : والصحيح أنها للسبب ، أي : بسبب لقائه وسبب رؤيته ، (وتزاد توكيدا في مواضع) ستة هي : الفاعل والمفعول والمبتدأ والخبر والحال والتوكيد ، وهي مذكورة في محالها ، ومن غريب زيادتها أنها تزاد في المجرور كقوله :
١٠٥٤ ـ فأصبحن لا يسألنه عن بما به
(قال ابن مالك : و) تزاد (عوضا) ومثله بقوله :
١٠٥٥ ـ ولا يواتيك فيما ناب من حدث |
|
إلّا أخو ثقة فانظر بمن تثق |
__________________
١٠٥٣ ـ البيت من الطويل ، وهو لعلقمة الفحل في ديوانه ص ٣٥ ، وأدب الكاتب ص ٥٠٨ ، والأزهية ص ٢٨٤ ، والجنى الداني ص ٤١ ، وحماسة البحتري ص ١٨١ ، والمقاصد النحوية ٣ / ١٦ ، ٤ / ١٠٥ ، وبلا نسبة في جواهر الأدب ص ٤٦ ، ورصف المباني ص ١٤٤ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٨٥.
١٠٥٤ ـ البيت من الطويل ، وهو للأسود بن يعفر في ديوانه ص ٢١ ، وشرح التصريح ٢ / ١٣٠ ، والمقاصد النحوية ٤ / ١٠٣ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٣ / ٣٤٥ ، وخزانة الأدب ٩ / ٣٢٧ ، ٥٢٨ ، ٥٢٩ ، ١١ / ١٤٢ ، وسر صناعة الإعراب ص ١٣٦ ، وشرح الأشموني ٢ / ٤١١ ، وشرح شواهد المغني ص ٧٧٤ ، ولسان العرب ٣ / ٢٥١ ، مادة (صعد) ، انظر المعجم المفصل ١ / ٤٧.
١٠٥٥ ـ البيت من البسيط ، وهو لسالم بن وابصة في شرح شواهد المغني ٢ / ٤١٩ ، والمؤتلف والمختلف ص ١٩٧ ، ونوادر أبي زيد ص ١٨١ ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ١ / ٢٩٢ ، ٢ / ٢١٩ ، ومجالس ثعلب ١ / ٣٠٠ ، ومغني اللبيب ١ / ١٤٤ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٥٨٩.