قال : أراد من تثق به ، فزاد الباء قبل (من) عوضا ، (وحكاه) أيضا (في عن وعلى) ، وأنشد قوله :
١٠٥٦ ـ أتجزع إن نفس أتاها حمامها |
|
فهلّا التي عن بين جنبيك تدفع |
أي : فهلا عن التي بين جنبيك تدفع ، فحذف (عن) وزادها بعد التي عوضا ، وقول الآخر :
١٠٥٧ ـ إنّ الكريم وأبيك يعتمل |
|
إن لم يجد يوما على من يتّكل |
أي : إن لم يجد من يتكل عليه ، فحذف (عليه) وزاد (على) قبل (من) عوضا.
(وقاسه في إلى ، وفي اللام ، ومن) فقال في الشرح : يجوز عندي أن يعامل بهذه المعاملة (من) و (اللام) و (إلى) و (في) قياسا على (عن) و (على) و (الباء) فيقال : عرفت ممن عجبت ، ولمن قلت ، وإلى من أديت ، وفيمن رغبت ، والأصل عرفت من عجبت منه ، ومن قلت له ، ومن أديت إليه ، ومن رغبت فيه ، فحذف ما بعد من وزيد ما قبلها عوضا (ورده أبو حيان) أي : العوض بأنواعه فقال في الأبيات المستشهد بها : لا يتعين فيها التأويل المذكور ؛ لاحتمال أن يكون الكلام تم عند قوله : فانظر ، أي : فانظر لنفسك ، ولما قدم أنه لا يواتيه إلا أخو ثقة استدرك على نفسه فاستفهم على سبيل الإنكار على نفسه حيث قرر وجود أخي ثقة ، فقال : بمن تثق ، أي : لا أحد يوثق به ، فالباء في بمن متعلقة ب : (تثق) ، وكذا البيت الآخر يحتمل تمام الكلام عند قوله : إن لم يجد يوما ، أي : إنه إذا لم يجد ما يستعين به اعتمل بنفسه ، ثم قال : على من يتكل ، ومن استفهامية ، أي : لا أحد يتكل عليه ، فعلى متعلقة بيتكل ، ولم يؤول البيت الثاني ، وقال في المقيس : هذا الذي أجازه قياسا لم يثبت الأصل الذي يقاس عليه ألا ترى إلى ما ذكرناه من التأويل فيما استدل به ،
__________________
١٠٥٦ ـ البيت من الطويل ، وهو لزيد بن رزين في جواهر الأدب ص ٣٢٥ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٤٣٦ ، وله أو لرجل من محارب في ذيل أمالي القالي ص ١٠٥ ، وذيل سمط اللآلي ص ٤٩ ، وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٢٤٨ ، وخزانة الأدب ١٠ / ١٤٤ ، وشرح الأشموني ٢ / ٢٩٥ ، وشرح التصريح ٢ / ١٦ ، والمحتسب ١ / ٢٨١ ، ومغني اللبيب ١ / ١٤٩ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٥٣١.
١٠٥٧ ـ الرجز بلا نسبة في الأشباه والنظائر ١ / ٢٩٢ ، والجنى الداني ص ٤٧٨ ، وخزانة الأدب ١٠ / ١٤٦ ، والخصائص ٢ / ٣٠٥ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٢٠٥ ، وشرح الأشموني ٢ / ٢٩٤ ، وشرح التصريح ٢ / ١٥ ، وشرح شواهد المغني ٤١٩ ، والكتاب ٣ / ٨١ ، ولسان العرب ١١ / ٤٧٥ ، مادة (عملا) ، والمحتسب ١ / ٢٨١ ، وانظر المعجم المفصل ٣ / ١٢٢٨.