ضربت زيدا ضربت زيدا ؛ إذ لو جيء بها لتوهم أنهما ضربان (ويؤكد بالمضمر المرفوع المنفصل كل) ضمير (متصل) مرفوعا كان أو منصوبا أو مجرورا مع مطابقته (له في التكلم والإفراد والتذكير وأضدادها) نحو : قمت أنا وأكرمتني أنا ومررت بك أنت وأكرمته هو وهكذا.
(وجوز بعضهم تأكيد) الضمير (المنفصل بالإشارة) وجعل منه قوله تعالى : (ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ) [البقرة : ٨٥].
البدل
(البدل) أي : هذا مبحثه ، والتعبير به اصطلاح البصريين ، والكوفيون قال الأخفش : يسمونه التبيين ، وقال ابن كيسان : التكرير ، (وهو التابع المقصود بحكم بلا واسطة) فخرج بالمقصود ما عدا النسق ، وهو بما بعده (وهو) أقسام : (بدل كل من كل) بأن اتحدا معنى ، وقد يقال : بدل شيء من شيء ؛ لوجوده فيما لا يطلق عليه (كل) نحو : (صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ اللهِ) [إبراهيم : ١ ـ ٢] ، (و) بدل (بعض) إن دل على بعض ما دل عليه الأول نحو : مررت بقومك ناس منهم (و) بدل (اشتمال) إن دل على معنى في الأول أو استلزامه فيه كعجبت من زيد علمه أو قراءته ، (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ) [البقرة : ٢١٧] ، (أَصْحابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ) [البروج : ٤ ـ ٥] ، (ورجعهما السهيلي إلى الأول) أي : إلى بدل الشيء من الشيء ، قال : لأن العرب تتكلم بالعام وتريد به الخاص ، وتحذف المضاف وتنويه ، فقولك : أكلت الرغيف ثلثه إنما تريد أكلت بعض الرغيف ، ثم بينت ذلك البعض ، وأعجبتني الجارية حسنها إنما تريد أعجبني وصفها فحذفته ثم بينته بقولك : حسنها.
(وشرطهما صحة الاستغناء بالمبدل منه) وعدم اختلال الكلام لو حذف البدل أو أظهر فيه العامل ، فلا يجوز قطعت زيدا أنفه ، ولا لقيت كل أصحابك أكثرهم ، ولا أسرجت القوم دابتهم ، ولا مررت بزيد أبيه ، (وكذا عود ضمير فيهما) على المبدل منه ملفوظا أو مقدرا شرط (على الصحيح) ليحصل الربط نحو : (ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ) [المائدة : ٧١] ، (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ) [آل عمران : ٩٧] ، أي : منهم ، (أَصْحابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ) [البروج : ٤ ـ ٥] ، أي : فيه ، ولم يشترط ذلك في بدل الكل ؛ لأنه نفس المبدل منه في المعنى ، كما أن جملة الخبر التي هي نفس المبتدأ في المعنى لا تحتاج إلى ذلك ، ومن النحويين من لا يلتزم في هذين البدلين أيضا ضميرا ، وقد صححه ابن مالك في شرح «الكافية» قال : ولكن وجوده أكثر من عدمه.