(فإن اشتمل) الكلام (على تورية تصرفه عنه) أي : عن الاكتفاء (فأحسن) وأحلى كقوله :
خاتمة
(المختار وفاقا للأخفش) وخلافا لأبي حيان وغيره (جوازه) أي : ما جاز في الضرورة في النثر (للتناسب والسجع) نحو : قوله : فيما رواه الحاكم وغيره : (اللهم رب السموات) السبع (وما أظللن) ، ورب الأرضين السبع وما أقللن ، (و) رب (الشياطين وما أضللن) (١) ، وكان القياس أضلوا فأتى بضمير مؤنث لمناسبته أظللن وأقللن ، وقوله في حديث المواقيت في الصحيح : «هن لهن» (٢) ، والقياس (لهم) بعوده على أهل المدينة ومن ذكر معهم ، وقوله فيما رواه البزار في مسنده وغيره : «أنفق بلالا ولا تخش من ذي العرش إقلالا» (٣) ، نون المنادى المعرفة ونصبه لمناسبة إقلالا ، وقوله للنساء حين رجعن من الجنازة فيما رواه ابن ماجه وغيره : «ارجعن مأزورات غير مأجورات» (٤) ، والقياس موزورات بالواو ، وقوله فيما رواه : «كل ما أصميت» أي : ما رميت من الصيد فقتلته وأنت تراه ، «ودع ما أنميت» (٥) أي : ما رميته فغاب عنك ثم مات ، والقياس ، وقوله فيما رواه البزار : «أيتكن صاحبة الجمل الأدبب تنبحها كلاب الحوأب» (٦) ، والقياس الأدبّ بالإدغام ، وقوله فيما رواه البخاري : «أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة» ، أي : حنش مخوف ، «و» من «كل عين لامة» (٧) ، أي : تصيب بسوء ، والقياس (ملمة) ، ونظائر ذلك في الحديث والكلام الفصيح كثير لا يمكن استيعابه ، ومما استدل به لذلك قوله تعالى : (وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا) [الأحزاب : ١٠] ، (فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا) [الأحزاب : ٦٧] ، بزيادة الألف لتوافق الفواصل.
***
__________________
(١) أخرجه الحاكم في المستدرك ١ / ٦١٤ (١٦٣٤).
(٢) أخرجه البخاري ، كتاب الحج ، باب مهل أهل مكة للحج والعمرة (١٥٢٤).
(٣) أخرجه البزار في مسنده ٤ / ٢٠٤ (١٣٦٦).
(٤) أخرجه ابن ماجه ، كتاب ما جاء في الجنائز ، باب ما جاء في اتباع النساء الجنائز (١٥٧٨).
(٥) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١٢ / ٢٧ (١٢٣٧٠).
(٦) أخرجه البزار كما في مجمع الزوائد للهيثمي ٧ / ٢٣٤.
(٧) أخرجه البخاري ، كتاب أحاديث الأنبياء ، باب قول الله تعالى : (وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً) (٣٣٧١).