فوقه من وسط اللسان وهو مخرج الشين والجيم والياء ، ولم يجعل ثلاثة مخارج ، بل جعل مخرجا واحدا ، فكذلك هذه الحروف ينبغي أن تجعل كذلك.
وقال ابن أبي الأحوص : ما ذهب إليه سيبويه من أنها ثلاثة مخارج هو الصواب لتباين مخارجها عند اختبار المخرج في النطق بإسكانها وإدخال همزة الوصل عليها.
قال ابن أبي الأحوص : والصاد مما انفردت العرب بكثرة استعمالها وهي قليلة في لغة بعض العجم ومفقودة في لغة كثير منهم ، وسميت حروف
الصفير ، وقال أبو حيان : فصل المهدوي الواو من الياء والميم ، وجعل لها مخرجا على حدة فقال : الواو تهوي حتى تنقطع إلى مخرج الألف.
وأما الفروع الحسنة فهي التي توجد في كلام الفصحاء ، فالهمزة المسهلة فرع المحققة ، والغنة فرع النون ، والخيشوم الذي تخرج منه هذه الغنة هو المركب فوق غار الحلق الأعلى ، فهي صوت يخرج من ذلك الموضع تابع لكل نون ساكنة ، ولكل ميم ساكنة فإنك لو أمسكت بأنفك لم تتمكن من خروج الغنة ، وقال أبو عمرو الصيرفي : الغنة صوت مركب في جسم النون ومخرجه من الخيشوم ، وهو مؤخر الأنف المنجذب إلى داخل الفم وليس بالمنخر ، وألفا الإمالة والتفخيم فرع عن الألف المنتصبة التي ليس فيها ترقيق ولا تفخيم ، والشين التي كالجيم فرع عن الجيم الخالصة ، والصاد التي كالزاي فرع عن الزاي الخالصة ، والهمزة المسهلة عند سيبويه ، حرف واحد ، وعند أبي سعيد ثلاثة أحرف بينها وبين الألف ، وبينها وبين الواو ، وبينها وبين الياء.
قال أبو حيان : وكلا القولين صواب ؛ لأنك إن أخذتها من حيث مطلق التسهيل فهي حرف واحد ، وإن أخذتها من حيث التسهيل الخاص كانت ثلاثة أحرف ، ويعبر عن الهمزة المسهلة بهمزة بين بين ، ومعناه أنها ضعيفة ليس لها تمكن المحققة ، ولا خلوص الحرف الذي منه حركتها ، قال عبيد بن الأبرص :
١٨١٦ ـ نحمي حقيقتنا ، وبع |
|
ض القوم يسقط بين بينا |
قال أبو الفتح : أي : يتساقط ضعيفا غير معتد به ، وألف التفخيم هي التي بين الألف والواو ، وقال سيبويه : كقول أهل الحجاز : الصلاة والزكاة والحياة ، ولذلك كتبت هذه بالواو ، وقال ابن خروف : الألفات أربع ألف الطبيعة المعتادة ، وألف الإمالة ، وألف
__________________
١٨١٦ ـ البيت من مجزوء الكامل ، وهو لعبيد بن الأبرص في ديوانه ص ١٤١ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٩٨٠.