التفخيم ، والألف التي بين اللفظين في مثل الأبرار ، قال : ومن ألف التفخيم ألف الاستعلاء في اسم الله تعالى ، ففخمت هي واللام قبلها ، والشين كالجيم كقولهم في أشدق : أجدق بين الشين والجيم ، والصاد كالزاي هي التي يقل همسها قليلا فيحدث فيها بذلك جهر ما كقولك في (مصدر) : (مزدر) ، قال سيبويه : فصارت الحروف بهذه الفروع الستة خمسة وثلاثين.
وأما الفروع التي تستقبح وهي التي لا يوجد في لغة من ترتضى عربيته ، ولا تستحسن في قراءة ولا شعر فهي كاف كجيم يقولون في كمل : جمل.
قال ابن دريد : وهي لغة في اليمن كثيرة في أهل بغداد ، وجيم ككاف ، يقولون في رجل : ركل ، فيقربونها من الكاف ، وجيم كشين وأكثر ذلك إذا سكنت وبعدها دال وتاء نحو قولهم في الأجدر : الأشدر ، وفي اجتمعوا اشتمعوا.
قال أبو حيان : فإن قلت : ما الفرق بين هذه وبين عكسها حيث عدت هذه مستقبحة وتلك مستحسنة؟ فالجواب : أنهم قربوا الحرف الضعيف من الحرف القوي في جعلهم الشين كالجيم ، فلذلك كان من الفروع المستحسنة ، وذلك أن الجيم حرف شجري من وسط اللسان مجهور شديد منفتح متقلقل فهو حرف قوي لجهره وشدته ، والشين حرف ضعيف لهمسه ورخاوته واستفاله وفيه بعض قوة لتفشيه فلذلك كان تقريبه من الجيم مستحسنا ، وكان تقريب الجيم منه مستقبحا ، ألا ترى أنهم عدوا في الفروع المستحسنة الصاد كالزاي لهذا المعنى.
وصاد كسين ك : (سابر) في (صابر) ، وطاء كتاء نحو : (تال) في طال ، وهي تسمع عن عجم أهل المشرق كثيرا لفقد الطاء في لسانهم ، وظاء كثاء نحو : ثالم في ظالم ، وباء كفاء وهي كثيرة في لغة الفرس وغيرهم ، وتارة يكون لفظ الباء أغلب نحو : (بلخ) و (أصبهان) ، وضاد ضعيفة نحو : أضر في أثر يقربون الثاء من الضاد كذا فسر مبرمان الضاد الضعيفة. قال أبو حيان : وفيه نظر ، وقال أبو علي : الضاد الضعيفة إذا قلت : ضرب ولم تشبع مخرجها ولا اعتمدت عليه ، ولكن تخفف وتختلس فيضعف إطباقها.
قال أبو سعيد : وأظن الذين تكلموا بهذه الأحرف المرذولة من العرب خالطوا العجم ، وسين كزاي ، وجيم كزاي ، وقاف بينهما وبين الكاف ، فتمت الحروف بهذه الفروع ستة وأربعين حرفا.