ألقاب الحروف :
وأما ألقاب الحروف فذكرها النحويون لفائدتين :
إحداهما : لأجل الإدغام ليعرف ما يدغم في غيره لقربه منه في المخرج والصفة ، أو في أحدهما وما لا يدغم لبعده منه في ذلك.
والثانية : بيان الحروف العربية حتى ينطق من ليس بعربي بمثل ما ينطق به العربي ، فهو كبيان رفع الفاعل ونصب المفعول ، فكما أن نصب الفاعل ورفع المفعول لحن في اللغة العربية كذلك النطق بحروفها مخالفة مخارجها ، وسميت المهموسة لضعف الاعتماد عليها في مواضعها وجري النفس معها حتى ضعفت فخفي النطق بها ، والهمس لغة هو الصوت الخفي ، وضدها الجمهورة وهي ما أشبع الاعتماد في موضعه ومنع النفس أن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد ويجري الصوت ، والشدة : امتناع الصوت أن يجري في الحرف.
والفرق بين المجهور والشديد أن المجهور يقوى الاعتماد فيه ، والشديد يقوى لزومه في موضعه ، والرخاوة : جري الصوت في الحرف ، والتوسط بين الشدة والرخاوة ، وسميت المطبقة لإطباق اللسان فيها على الحنك عند اللفظ بها ، وضدها المنفتحة ؛ لأنك لا تطبق اللسان بشيء منها على الحنك عند النطق بها والانفتاح ضد الانطباق ، وسميت المستعلية ؛ لأن اللسان يعلو إلى الحنك عند النطق بها فينطق الصوت مستعليا بالريح ، وضدها المنفخضة ويقال : المتسفلة ؛ لأن اللسان لا يستعلي عند النطق بها إلى الحنك ، بل يتسفل بها إلى قاع الفم عند النطق.
وسميت المذلقة ؛ لأنها من طرف اللسان والفم وطرف كل شيء ذلقه وضدها المصمتة ؛ لأنها أصمتت فلم تدخل في الأبنية كلها ، قال الأخفش : أصمتت ، أي : منعت أن تختص ببناء كلمة في لغة العرب إذا كانت خماسية فما فوق فلا تجد كلمة خماسية فما فوق في كلام العرب إلا وفيها من الحروف المذلقة أو الألف ، ولا تنفرد المصمتة بكلمة خماسية.
وسميت أحرف القلقلة ؛ لأن الصوت يشتد عند الوقف عليها ، والقلقة شدة الصوت ، وسميت المعتلة ؛ لأن الإعلال والانقلاب لا يكون إلا في أحدها ، ومن قال : الهمزة حرف صحيح قال : لأنه يقبل الحركات الثلاث ، ومنهم من يقول : إنها حرف مشبه بحروف العلة،