(كهيهات) و (لات) و (ثمت) و (ربت) و (دفن البنات من المكرمات) بالوجهين ، وكتب بالألف ما يوقف عليه بالألف وإن سقطت في الدرج ك : (أنا) ضمير المتكلم ، والمنون المنصوب ، أو المفتوح (كرأيت زيدا) و (آها) و (ويها) ، بخلاف المرفوع والمجرور كقام زيد ومررت بزيد للوقوف عليهما بالحذف ، وكذا (إيه) و (صه) و (مه) ، والفعل المؤكد بالنون الخفيفة نحو : (لَنَسْفَعاً) [العلق : ١٥] ، و (وَلَيَكُوناً) [يوسف : ٣٢] ، ما لم يخف لبس فإن خيف نحو : اضربن زيدا ولا تضربن زيدا كتب بالنون ، ولم يعتبر بحالة الوقف ؛ لأنه لو كتب بالألف لالتبس بأمر الاثنين أو نهيهما في الخط.
واختلف في (إذن) ، فجزم ابن مالك في «التسهيل» بأنها تكتب بالألف مراعاة للوقف عليها.
قال أبو حيان في «شرحه» : وهذا مذهب المازني ، قال : وذهب المبرد والأكثرون إلى أنها تكتب بالنون ، وفصل الفراء فقال : إن عملت كتبت بالألف لضعفها ، وإن أهملت كتبت بالنون لقوتها ، وقال ابن عصفور : الصحيح كتبها بالنون فرقا بينها وبين إذا الظرفية لئلا يقع الإلباس ، قال أبو حيان : ولأن الوقف عليها عنده بالنون ، قال : ووجد بخط الشيخ بهاء الدين بن النحاس ما نصه : «وجدت بخط علي ابن عثمان بن جني : حكى أبو جعفر النحاس قال : سمعت علي بن سليمان يقول : سمعت أبا العباس محمد بن يزيد يقول : أشتهي أن أكوي يد من يكتب إذن بالألف ؛ لأنها مثل أن ولن ولا يدخل التنوين في الحرف» ا ه. قلت : وممن صحح كتابتها بالنون الزنجاني في شرح «الهادي».
وأما (كأين) فكتبت بالنون قولا واحدا ، قال ابن مالك : وهو شاذ ، قال أبو حيان : وجه شذوذه أن الجمهور ذهبوا إلى أنها مركبة من كاف التشبيه وأي المنونة ، فكان القياس يقتضي ألا تكتب صورة التنوين ، بل تحذف خطا إلا أنهم لما تلاعبوا في هذه الكلمة بأنواع من التراكيب ، وأخرجوها عن أصل موضوعها ، فكذلك أخرجوها في الخط عن قياس أخواتها ، قال : وذهب يونس إلى أنها اسم فاعل من كان يكون ، فالنون أصلية وهي لام الفعل فعلى هذا لا شذوذ في كتابتها بالنون ؛ لأنها ك : (بائن) من (بان يبين) ، قال : ولو ذهب ذاهب إلى أن كأين اسم بسيط فالكاف والنون فيه أصلان ، وهو بمعنى (كم) لذهب مذهبا حسنا ، فإنه أقرب من دعوى التركيب بلا دليل.
وكتب بالياء ما يوقف عليه بالياء كالمنقوص غير المنون كالقاضي وقاضي مكة ، وحذفت الياء والواو مما يحذفان منه في الوقف كالمنقوص المنون كقام قاض ومررت