بقاض ، وصلة ضمير الغائب كضربه ومر به ، وضمير الجمع كضربهم وأكرمكم في لغة من وصل ميم الجمع ؛ لأنه إذا وقف عليه حذفت الصلة ، نعم خرج عن هذا ما اتصلت به نون التوكيد الخفيفة مما قبله واو أو ياء نحو : اضربن يا قوم واضربن يا هند ، فإنه منع أن يعتبر ما عرض فيه من رد الواو والياء حالة الوقف حملها على أختها النون الشديدة ، فلم يلتفت إلى حالة الوقف عليها ، واستصحب حذف الواو والياء لذلك خطا ، وإن كانت تعود وقفا ، ويكتب المدغم من كلمة بلفظه لا بأصله سواء كان مثلا نحو : ردّ ومفرّ واقشعرّ ، أو مقاربا نحو : (فَادَّارَأْتُمْ) [البقرة : ٧٢] ، واطجع ، الأصل تدارأتم واضطجع وكان قياسه أن يكتب الحرفان إلا أنه ترك الأولى في الخط اختصارا لضعفه بالإدغام.
وأما المدغم من كلمتين فيكتب بأصله اعتبارا بالوقف على الكلمة الأولى نحو : من مال ، وكذا النون الساكنة المخفاة أو المبدلة ميما تكتب نونا سواء كانت من كلمة نحو : (عنك) و (عنبر) أم من كلمتين نحو : (من كافر) ومن بعد.
ويكتب أيضا بأصله حرف مد حذف لساكن يليه نحو : اضربوا القوم واضربي الرجل ، ويغزو الرجل ويرمي القوم ولم يضربوا القوم ولم تضربي الرجل ، فيكتب بالواو والياء بخلاف ما حذف لدخول الجازم نحو : لم يغز ولم يرم فلا يكتب ، ويستثنى مما وليه ساكن ما إذا كان الساكن نون توكيد شديدة كانت أو خفيفة ، فإن حرف المد لا يكتب حينئذ نحو : لتركبن يا قوم ولتركبن يا هند ، الأصل تركبون وتركبين ، ثم دخلت نون التوكيد فحذفت نون الرفع لتوالي الأمثال ، فالتقت الواو والياء وهي ساكنة والنون المدغمة وهي ساكنة فحذف حرف العلة لالتقاء الساكنين ، وحذف خطا كما حذف لفظا ، ولم تراع فيه المطابقة للأصل كما راعوا في اضربوا القوم ولم يضربوا الرجل ونحوه ، والفرق بينهما أن لهذا حالة يثبت فيها حرف المد وهي الوقف ، بخلاف نون التوكيد المشددة فإنه في حالة الوقف لا يرد المحذوف ، وحملت الخفيفة على الشديدة في ذلك ، وإن كانت الواو والياء ترد في الوقف على ما هي فيه نحو : اضربن يا قوم واضربن يا هند.
أحكام الهمزة
(ص) والهمزة في الأول بالألف ، والوسط ساكنة بحرف حركة متلوها ، ومتحركة تلو ساكن بحرف حركتها ، وقد تحذف المفتوحة بعد ألف ، واختار ابن مالك والزنجاني وأبو حيان حذفها مطلقا تلو غير ألف ، وقوم تكتب بألف مطلقا ، وتلو متحرك على نحو : ما تسهل ، وتحذف إن تلاها مد كصورتها عند الأكثر ، وإن تطرفت