قبلها ؛ لأنها تبدل به فتكتب ألفا في نحو : رأس ويأس وكأس ، وياء في نحو : ذئب وبئر ، وواوا في نحو : مؤمن وجؤنة وبؤس ويؤمن ، والتي هي حشو وهي متحركة بعد ساكن تكتب حرفا من جنس حركتها ، سواء كان ذلك الساكن صحيحا أو حرف علة ؛ لأنها تسهل على نحوه فتكتب ألفا في نحو : (مرأة) و (كمأة) و (سأل) و (هيآت) و (سوآت) ، وياء في نحو : يسئم وسائل ، وواوا في نحو : التساؤل وأبؤس ويلؤم ، هذا ما ذكره الأكثرون.
وقد تحذف في حالة الفتح بعد الألف نحو : سآل كراهة اجتماع ألفين في الخط ، واختار ابن مالك فيما يخفف بالنقل حذفها مطلقا ، وألا تثبت لها صورة في الخط ، وذلك فيما إذا كان الساكن قبلها صحيحا نحو : يسئم وتسئم ويلئم ، أو ياء أو واوا نحو : هيئة وسوءة فلم يبق عنده مما يكتب بحرف إلا التالية للألف نحو : سائل والتساؤل ، ومشى على ذلك الزنجاني في شرح «الهادي» ، وكذا أبو حيان فقال في شرح «التسهيل» في الأمثلة الخمسة المذكورة : والأحسن والأقيس ألا تثبت لها صورة في الخط لا في التحقيق ولا في الحذف والنقل ، قال : ومنهم من يجعل صورتها الألف على كل حال ، وهو أقل استعمالا ، ومنهم من يجعل صورتها على حسب حركتها إلا إن كان بعدها حرف علة زائد للمد نحو : مسؤول ومسؤوم ، فلا يجعل لها صورة ، ومنهم من يجعل لها صورة ، وذلك للفرق بين المهموز وغيره مثل مقول ومصوغ.
قال أبو حيان : وإذا كان مثل (رؤوس) يكتب بواو واحدة مع أن تسهيله بين الهمز والواو فهذا أحرى ، قال : وقد كتب (الموؤدة) بواو واحدة في المصحف ، وهو قياس فإن الهمزة لا صورة لها فبقي واوان ، ومن عادتهم عند اجتماع صورتين في كلمة واحدة حذف إحداهما ، فلذلك كتبت واحدة إلا أنه قد يختار في غير القرآن فيه أن يكتب بواوين ؛ لأنه قد يحذف من الكلمة في الخط حرف فيكره أن يحذف غيره انتهى.
والتي هي حشو وهي متحركة بعد متحرك تكتب حرفا على نحو ما تسهل ، فإن كانت مفتوحة بعد فتح كتبت ألفا نحو : سأل ، فإن كان بعدها ألف نحو : مآل ومآب فقيل : تحذف ولا صورة لها ، وقيل : تكتب ألفا ويجتمع ألفان ، وإن كانت مفتوحة بعد كسرة كتبت ياء نحو : (بئر) ، وبعد ضم كتبت واوا نحو : جؤن ، وإن كانت مكسورة بعد فتح أو كسر كتبت ياء كسئم ومئين ، فإن كان بعدها في الحالين ياء كلئيم ومئين ، فقيل : تحذف ولا صورة لها ، وقيل : تجعل لها صورة ويجتمع ياءان ، وإن كانت مكسورة بعد ضم نحو : دئل وسئل فصورتها الياء على مذهب سيبويه ، والواو على مذهب الأخفش ، وإن كانت مضمومة بعد