ومن التي وفروعه ، وهو التثنية والجمع نحو : التان والتين والاتي والائي كراهة اجتماع مثلين في الخط ، وتثبت في مثنى الذي خاصة وهو اللذان واللذين فرقا بينه وبينه الجمع ، ولم يثبت في مثنى التي ؛ لأنه لا يلتبس بجمعه.
وقال أحمد بن يحيى : «كتبوا (اللاتي) و (اللائي) و (التي) و (الئي) ، وأسقطوا لاما من أولها وألفا من آخرها وهذا للاستعمال ؛ لأنه يقل في الكلام مثله ، ويدل عليه ما قبله وما بعده ، ولو كتب على لفظه كان أوثق» اه.
قال أبو حيان : وكلامه يدل على حذف اللام من أوله والألف من آخره معا ، والذي عهدناه في الكتاب أنه لا تحذف الألف لئلا يلتبس بالمفرد ، قال : فإن قلت : اللام ألزم في الله ، فهلا حذفت؟ قيل : لما حذفت الألف منه كرهوا حذف اللام مع أنها لو حذفت لالتبس ب : (إله) ؛ لأن ألفه تحذف.
وفي الليل والليلة وجهان : الحذف والإثبات ، والقياس كتبه بلامين ، والحذف أجود ؛ لأن فيه اتباع خط المصحف ، قال أبو حيان : وزاد أحمد بن يحيى (اللطيف) فعده مع الليل والليلة فيما كتب بلام واحدة ، قال : لأنه عرف فاستخف ، قال : وكتبوا اللهو واللعب واللحم بلامين ، ولو كتب بلام لجاز.
وتحذف لام التعريف أيضا مما اجتمع فيه ثلاث لامات كراهة اجتماع الأمثال نحو : (لله) (للسان) و (للدار) ، وتحذف اللام من اسم (الله) وكان القياس إثباتها كما في اللام ، لكنه قد تصرف فيه بأنواع من التصرفات التي لا تجوز إلا فيه ، ولأنه لا يلتبس ؛ إذ لا مشارك في هذا الاسم ، ولكثرة الاستعمال فهذه أشياء تحسن الحذف.
وأما قولهم : (لاه أبوك) يريدون لله أبوك فإنهم كتبوه بالألف لأجل ما حذف منه من حرف الجر والألف واللام ، ولا يرد ذلك على عبارة المتن ؛ لأنه خص فيه الحذف بلفظ الله ، ويحذف أيضا من (إله) ومن (الرحمن) لكثرة الاستعمال مع أنه لا يلبس ، وشرطه ألا يجرد من الألف واللام ، فإن جرد منهما كتب بالألف نحو : (رحمان الدنيا والآخرة).
وحذفت أيضا من (الحرث) علما ؛ لكثرة الاستعمال بخلافة صفة ، وشرطه أيضا ألا يجرد من الألف واللام ، فإن جرد منها كتبت بالألف نحو : حارث لئلا يلتبس ب : (حرث) علما ، واللبس مع اللام مفقود ؛ لأنها لا تدخل على كل علم.
وحذفت أيضا من (السّلام عليكم) و (عبد السّلام) ومن (سبحان الله) ، بخلاف