سبحانا منكرا ، والعلة في الثلاثة وفي جميع ما يأتي كثرة الاستعمال ، وحذفت أيضا مما كثر استعماله من الأعلام الزائدة على ثلاثة أحرف سواء كانت عربية كمالك وصالح وخالد ، أم عجمية كإبراهيم وإسماعيل وإسحاق وهارون وسليمان ، قال أبو حيان : وذكر بعض شيوخنا أن إثباتها في نحو : صالح وخالد ومالك جيد ، وكذا قال أحمد بن يحيى : إنه يجوز فيه الحذف والإثبات.
ولا يحذف مما لم يكثر استعماله كحاتم وجابر وحامد وسالم وطالوت وجالوت وهاروت وماروت وهامان وقارون ويأجوج ، وقد حذفت في بعض المصاحف من هاروت وماروت وهامان وقارون ، ولا من الصفات (كرجل صالح) و (رجل مالك) ، ولا مما لم يزد على ثلاثة (كأوس بن لأم) و (ابن دأب) و (سامة) و (هالة) ، ولا مما حذف منه شيء آخر (كإسرائيل) حذفت إحدى يائيه ، و (داود) حذفت إحدى واويه ، ولا إذا خيف اللبس كعامر وعباس لو حذف لالتبس بعمر وعبس.
وحذفت أيضا من (ملئكة) ؛ لأنه لا يلابسه لفظ مع كثرة الاستعمال ، وحذفت أيضا من مفاعل ومفاعيل إن أمن التباسه بالمفرد كمحاريب وتماثيل وشياطين ؛ لأن مفردها محراب وتمثال وشيطان ، بخلاف ما يلتبس به كدراهم فيكتب بالألف ؛ لئلا يلتبس بدرهم.
قال أبو حيان : ويجوز الإثبات فيما لا يلتبس أيضا وهو أجود ، قال : وشرط بعض شيوخنا لجواز الحذف شرطا آخر وهو ألا تكون الألف فاصلة بين حرفين متماثلين نحو : سكاكين ودكاكين ودنانير فلا تحذف الألف ؛ لئلا يجتمع مثلان في الخط وهو مكروه ككراهته في اللفظ ، وحذفت أيضا من فاعلات ، أي : مما كان فيه ألفان من جمع المؤنث السالم نحو : صالحات وعابدات وذاكرات ومنه سموات ، وإن لم يكن على وزن فاعلات فلذا صرحت به في المتن ، وحمل جمع المذكر السالم على جمع المؤنث وإن لم يكن فيه ألفان نحو : (الصالحين) و (القانتين) و (الظالمين) و (الكافرين) و (الخاسرين).
وشرط الحذف من جمع المؤنث والمذكر أن يكون غير ملتبس ولا مضاعف ولا معتل اللام ، فلا يحذف من نحو : الطالحات لإلباسه بطلحات ، ولا من نحو : حاذرين لإلباسه بحذرين ، وهما مختلفان في الدلالة ، ولا من نحو : شابات والعادين ؛ لأنه بالإدغام نقص في الخط ؛ إذ جعلوا صورة المدغم والمدغم فيه شكلا واحدا ، ولذلك كتبوا في المصحف (الضَّالِّينَ) [الفاتحة : ٧] ، و (الْعادِّينَ) [المؤمنون : ١١٣] بالألف ، ولا من نحو : راميات والرامين ؛ لأنه حذف من الرامين لام الفعل ، وحملت عليه الراميات وإن لم يكن فيه حذف