كما حمل الحذف من الصالحين والصالحات وإن لم يكن فيه ألفان ، وهذا من تعاكس النظائر. والتعارض حيث حمل الإثبات في المؤنث على الإثبات في المذكر ، كما حمل الحذف في المذكر على الحذف في المؤنث.
وحذفت أيضا من علم في آخره الألف والنون كسفيان ومروان وعثمان ، وما أشبهه في كثرة الاستعمال ، نبه عليه أبو حيان وهو داخل في مسألة الأعلام الزائدة على ثلاثة ، وحذفت أيضا من (ذلك) و (أولئك) بخلاف (ذا) و (وأولاء) مجردين من حرف الخطاب ، و (هذاك) و (هؤلائك) مقرونا بحرف الخطاب وها التنبيه.
ومن (ثلاث) و (ثلاثة) بخلاف (ثلاث) المعدول فإنه لم يكثر كثرتهما ، ولأنه لو حذف منها لالتبس بثلث ، ومن ثلثين وثمنية وثمني بإثبات الياء بخلاف ثمان بحذف الياء فلا تحذف منه الألف فرارا من توالي الحذف وكثرته ، وفي ثمانين وجهان : الإثبات ؛ لأنه حذفت منه ياء المفرد ، والياء الموجودة فيه ياء إعراب ، والحذف ؛ لأن الياء المحذوفة عاقبتها ياء أخرى ؛ لأنهما لا يجتمعان ، فكأن الياء موجودة إجراء للمعاقب مجرى المعاقب ، والإثبات اختيار ابن عصفور ، وثمانون بالواو حكمه حكم ثمانين بالياء في جواز الوجهين.
وحذفت أيضا من (لكن) و (لكنّ) ومن ها التنبيه مع الله نحو : هالله ؛ لأنه لم يستعمل إلا معه فكأنه حرف واحد ، ونص أحمد بن يحيى على أن المحذوف همزة الله.
وتحذف أيضا ألف (ها) مع اسم الإشارة الخالي من الكاف نحو : (هذا) و (هذه) و (هؤلاء) ؛ لكثرة استعماله معه حتى صار كلفظ مركب ، بخلاف المتصل بالكاف فإنه يجب فيه الإثبات نحو : (ها ذاك) ، وكذا ها المتصلة (بتا) و (تي) تكتب بالألف نحو : هاتا وهاتي وهاتان.
وتحذف أيضا ألف ها مع مضمر أوله همزة نحو : هأنتم هأنا هأنت بخلاف (نحن) ، قال أحمد بن يحيى : قال الكسائي في هأنتم وهأنا : حذفوا ألف ها وليس بشيء وإنما حذفوا الهمزة بدليل أنهم لم يحذفوها في ها نحن فدل على أن المحذوفة في هأنتم وهأنا همز الثانية لا الأولى.
وحذفت أيضا من يا التي للنداء المتصلة بهمزة ليست كهمزة (آدم) سواء كانت قطعا نحو : يإبراهيم يإسحاق ، أو وصلا نحو : يا بن آدم كراهة اجتماع ألفين ، قال أبو حيان :