وأما الألف الثالثة فمذهب الجمهور أنها إن كانت مبدلة من ياء كتبت أيضا ياء نحو :(رحى) و (رمى) ، وإن كانت مجهولة الأصل (كخسا) ، أو كانت مبدلة من واو كعصا وغزا كتبت بالألف ، ومقابل الجمهور قول الفارسي المتقدم أنه لا يكتب شيء بالياء ، وقول الكسائي : إن ما كان من الفعل عينه همزة نحو : (شاء) فإنه يجوز أن يكتب بالياء وإن كان من ذوات الواو كراهة اجتماع ألفين ، وما كان من الاسم على وزن فعل أو فعل فإنه يكتب بالياء أبدا وإن كان من ذوات الواو نحو : (الكبى) ، والبصريون لا يجوزون شيئا من ذلك.
ومذهب البصريين في (كلا) أن يكتب بالألف ؛ لأن ألفها منقلبة عن واو ، ومن زعم أنها منقلبة عن ياء كما ذهب إليه العبدي فإنه يكتبها بالياء ، وكتبت على الأول (كلتا) بالألف حملا على (كلا) وكان القياس أن تكتب بالياء ؛ لأن ألفها رابعة.
ويعرف كون الألف مبدلة من الياء بالانقلاب في التثنية نحو : رحى ورحيان ، أو في الجمع بالألف والتاء نحو : (حصى وحصيات) ، أو في المرة نحو : (رمى رمية) ، أو في الإسناد إلى الضمير نحو : (رميت) ، أو في المضارع نحو : يرمي ، ويكون الفعل معتل العين أو الفاء بالواو نحو : هوى وروى ووفى ووعى.
ولا يكتب اسم مبني بالياء إلا (متى) لإمالتها ، ولا شيء من الحروف بالياء إلا (بلى) لإمالتها أيضا ، و (على) و (حتى) و (إلى) لعودها ياء في (إليه) و (عليه) ، قال ابن الأنباري : وإنما كتبت (حتى) بالياء وإن كانت لا تمال فرقا بين دخولها على الظاهر والمضمر ، فلزم فيها الألف مع المضمر حين قالوا : (حتاي) و (حتاك) و (حتاه) ، وانصرف إلى الياء مع الظاهر حين قالوا : حتى زيد انتهى.
فإن وصلت الثلاثة ب : (ما) الاستفهامية كتبت بالألف ؛ لوقوعها وسطا نحو : (إلام) و (علام) و (حتام) ، وقال الزجاجي : إذا أشكل عليك شيء من ما آخره ألف فاكتبه بالألف ؛ لأنه الأصل ، وكما ذهب بعضهم وهو الصحيح إلى أن جميع ما جاز أن يكتب بالياء جاز أن يكتب بالألف.
رسم المصحف
(ص) ورسم المصحف متبع ، ومن ثم قيل : خطان لا يقاسان خط المصحف والعروض ، أما القافية فالمقيدة تستوفي حروفها ، إلا ما يتم الوزن دونه ، فإن كان الروي ألفا فيها أبدا والمطلقة نصبا بالألف ، والمختار حذف صلة غيره ، والممدودة بألفين ، وما مر من زيادة أو حذف أو بدل مفقود.