فهو مضروب ، (ولزمه) أي : اللزوم (فعل) بضم العين ، ولا يكون هذا الوزن إلا لأفعال السجايا وما أشبهها مما يقوم بفاعله ولا يتجاوزه كظرف وعذب وجنب ، (وتفعلل) كتدحرج ، (وانفعل) كانقطع وانصرف وانقضى ، (وافعل) بتشديد اللام كاحمر وازور ، (وافعلل) أصلا كاقشعر واشمأز ، أو إلحاقا كاكوهد الفرخ ، أي : ارتعد ، (وافعنلل) أصلا كاقعنسس واحرنجم ، أو إلحاقا كاحرنبى الديك إذا انتفش ، (وافعال) كاحمار قال ابن مالك فهذه الأوزان دلائل على عدم التعدي من غير حاجة إلى الكشف عن معانيها.
(ويتعدى) اللازم (لغير المفعول به) من المصدر والزمان والمكان ، (وقيل : لا يتعدى لزمن مختص إلا بحرف ، و) يتعدى (له) أي : للمفعول به (بحرف جر مخصوص ، ويطرد) أي : يكثر ويقاس (حذفه) أي : الحرف ؛ (لكثرة الاستعمال) نحو : دخلت الدار فيقاس عليه دخلت البلد والبيت ، بخلاف ما لم يكثر نحو : ذهبت الشام وتوجهت مكة فيسمع ولا يقاس ، (ومع أن وأنّ) المصدريتين (إذ لا لبس) كعجبت أن تذهب ، وأنّك ذاهب ، أي : (من) ، بخلاف ما إذا لم يتعين الحرف فلا يجوز الحذف للإلباس نحو : رغبت أنك قائم ، إذ لا يدرى هل المحذوف (في) أو (عن)؟ وأما قوله تعالى : (وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَ) [النساء : ١٢٧] فالحذف فيه إما للاعتماد على القرينة ، أو لقصد الإبهام ليرتدع بذلك من يرغب فيهن لما لهن وجمالهن ، ومن يرغب عنهن لدمامتهن وفقرهن.
(زاد ابن هشام) في «المغني» : (وكي) قال : وقد أهملها النحويون هنا ، مع تجويزهم في جئت كي تكرمني أن تكون (كي) مصدرية واللام مقدرة ، قال : ولا يحذف معها إلا لام العلة ؛ لأنها لا تجر بغيرها بخلاف أن وأن ، (ومحلهما) أي : أن وأن بعد الحذف فيه خلاف (قال الخليل والأكثر : نصب) حملا على الغالب فيما ظهر فيه الإعراب مما حذف منه ، (و) قال (الكسائي : جر) لظهوره في المعطوف عليه في قوله :
١٣٩٤ ـ وما زرت ليلى أن تكون حبيبة |
|
إليّ ولا دين بها أنا طالبه |
ولما حكى سيبويه قول الخليل قال : ولو قال إنسان : إنه جر لكان قولا قويا ، وله نظائر نحو قولهم : لاه أبوك ، قال أبو حيان وغيره : وأما نقل ابن مالك وصاحب «البسيط»
__________________
١٣٩٤ ـ البيت من الطويل ، وهو للفرزدق في ديوانه ١ / ٨٤ ، والإنصاف ص ٣٩٥ ، وتخليص الشواهد ص ٥١١ ، وسمط اللآلي ص ٥٧٢ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ١٠٣ ، وشرح شواهد المغني ص ٨٨٥ ، والكتاب ٣ / ٢٩ ، ولسان العرب ١ / ٣٣٦ ، مادة (حنطب) ، والمقاصد النحوية ٢ / ٥٥٦ ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ١ / ١٩٧ ، ومغني اللبيب ص ٥٢٦ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٧٢.