في قدح بقية بن الوليد ، وقد ذكرنا طرفاً من كلماته فيه لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ...
والقاضي ابن العربي : أبو بكر محمد بن عبدالله ، المتوفى سنة ٥٤٣ من كبار الحفاظ والفقهاء البارعين ... ترجم له ابن خلّكان في وفياته ، والذهبي في تذكرته ، وابن كثير في تاريخه ... وإليك عبارة السيوطي بترجمته في طبقاته :
« ابن العربي العلاّمة الحافظ ، القاضي أبو بكر محمد بن عبدالله بن محمد الأشبيلي. ولد سنة ٤٦٨ ، ورحل إلى المشرق ، وسمع من طراد الزينبي ، ونصر بن البطر ، ونصر المقدسي ، وأبي الحسن الخلعي. وتخرج بأبي حامد الغزالي وأبي بكر الشاشي وأبي زكريّا التبريزي.
وجمع وصنف وبرع في الأدب والبلاغة وبعُد صيته.
وكان متبحراً في العلم ، ثاقب الذهن ، موطّأ الأكناف ، كريم الشمائل ، ولي قضاء أشبيلية فكان ذا شدّة وسطوة ، ثّم عزل ، فأقبل على التأليف ونشر العلم ، وبلغ رتبة الاجتهاد.
صنف في الحديث والفقه والأصول وعلوم القرآن والأدب والنحو والتاريخ. مات بفاس في ربيع الآخر سنة ٥٤٣ » (١).
* * *
____________
(١) طبقات الحفّاظ : ٤٦٨.