الجامع ، فضرب صاحب البرج رجلا من الحصن في مبرز الغرفة من عسكر سليمان.
ثم إن القوم قشعوا [سور](١) الحصن بالليل ، فلما انهدم بعض الجدار ، علم بهم عسكر سليمان فمنعوهم من الدخول ، ثم إن العسكر طلبوا من سليمان الخروج من الحصن مخافة القتل ، فأقاموا ثلاث عشرة ليلة (٢) ، فأذن لهم ، فطلبوا من الأمير عمير أن يسيرهم ، [فسيرهم](٣) بما عندهم من الزانة ، وسير معهم وزيره.
ثم طلع سليمان بن مظفر ـ هو وبنو عمه وعسكره ـ مسيّرين من بهلا إلى القرية ، وخرج ـ هو وعرار بن فلاح ـ من القرية إلى الظاهرة ، فأمر بعد ذلك الأمير عمير بن حمير بقشع الحصن ، فقشع ولم يبق منه عمار ولا جدار ، هذه قدرة الله ، (يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ ، وَاللهُ) [م ٣٢٩](واسِعٌ عَلِيمٌ)(٤).
وجعل عمير ، خلف بن أبى سعيد ، مأمونه في بهلا ، ورجع إلى سمائل ، فأقام خلف بن أبي سعيد في بهلا أربعة أشهر ، ثم خرج عليه سليمان بن المظفر وابن عمه عرار بن فلاح ، فدخلوا عليه الخضراء (٥) ، وهو في العقر. وكانت هذه الدخلة ليلة رابع ربيع الأول سنة تسع عشرة بعد ألف سنة. وكان سيف بن محمد ـ هو وبعض قومه ـ في السر ، فأرسل سليمان بن المظفر لخلف بن أبي سعيد ، ليسيره (٦) بما عنده من الزانة فخرج
__________________
(١) وضعت كلمة (سور) بين كلمتى (قشعوا) و (الحصن) بقلم مغاير جاء في لسان العرب انقشع الغيم وقشعته الريح أي كشفته فانقشع.
(٢) في الأصل (ثلاثة عشر ليلة)
(٣) ما بين حاصرتين إضافة لضبط المعنى
(٤) سورة البقرة : آية ٢٤٧
(٥) في الأصل (الخضرا)
(٦) في الأصل (يسيره)