وكثير من القوم أدبر عن الوالي ، وما بقي عنده إلا قليلا ، وهو في حومة العدو ، والجموع مشتملة عليه ، حتى كاد يوهى عزمه من الخوف فبقى في حصن الغبّي محصورا ، والوالي فيه محمد بن سيف ، وتصحح الخبر عند الوالي محمد بن علي في مقنيات ، فجيّش الجيوش ، وقصد ناصرا لمحمد بن سيف بحصن الغبي ، فدخل البلد من غير علم الأضداد [م ٣٥١] وفرق شملهم في سائر (١) البلاد ، فمنهم من دخل الصخبري ، ومنهم من هرب في الفيافي ، ومنهم من قصد ينقل ، وهي ملك ناصر بن قطن بن جبر ، ونصر الله المسلمين.
ثم إن مانع بن سنان كاتب سيف بن محمد الهنائى (٢) بالكتمان ، ونكث العهد وخان ، وجيش الجيوش ، ودخلا نزوى ولم يخل أهلها من الخديعة والعصيان ، بل كان ذلك سرا بينهم ، وظاهرهم على ذلك بعض القبائل ، فدخلوا نزوى ، واحتووا على العقر ، وما بقي للإمام سوى الحصن ، وداروا به أشد مدار ، وكادوا لكثرتهم أن يهدموا عليه الجدار ، حتى جاءتهم النصرة من أزكى وبهلا ، ومعهم بنو ريام فدخلوا على الإمام ، فسر بقدومهم. فتفرقت عنه جيوش أعدائه ، وقتل منهم من قتل.
فحينئذ اشتد عزم الإمام ، وقوى سلطانه. فأشاروا على الإمام ذوو الرأي بهدم حصن مانع بن سنان ، فعلم مانع بتجهيز الجيش [م ٣٥٢] إليه ، فانهزم من حصنه إلى فنجا (٣). وجاء الجيش ، فهدم الحصن ، وقصد مانع بن سنان إلى مسكد ثم سار إلى لوى [عند](٤) محمد بن جفير.
__________________
(١) في الأصل (ساير)
(٢) في الأصل (الهناوى)
(٣) بلدة في وادي سمائل
(٤) في الأصل (مع)