ورجع علي بن أحمد بمن معه من العسكر إلى نزوى ، فاستبشر الإمام بقدومه وبفتح الصير.
ثم إن الإمام [اتفق](١) ووالي لوى ـ وهو حافظ بن سيف ـ ، وكان معه رجال من العمور شراة ، أن يصير إلى صحار ، ويبني فيها حصنا فأرسل الوالي إلى من بقربه من القرى من بني خالد وبني لام والعمور ، فاجتمعت عنده عساكر كثيرة وكان رجال من صحار يدعونه إلى ملكها ، فمضى بجيشه ، وبات بقرية عمق ، وصبح للبلد ضحى ولم يعلم به أحد من الأعداء وذلك آخر يوم من المحرم سنة ثلاثة وأربعين بعد الألف. فأناخ بمكان يسمى البدعة من صحار.
وصار المشركون على المسلمين ، واشتد بينهم الطعن والضرب [وزحف المسلمون على المشركين حتى وصلوا إلى حصن ابن الأحمر](٢) وكانت [م ٣٥٨] النصارى تضرب بمدافعها من الحصن ثم انتقل الوالي من مكان إلى مكان آخر ، ولم تزل الحرب بينهم وضرب المدافع وجاءت ضربة مدفع فأخترقت القوم حتى وصلت مجلس الوالي ، وأصابت راشد بن عباد ، فمات شهيدا (٣) ، رحمه الله فعزم الوالي على بناء حصن ، فأمر بتأسيسه في الحال ، حتى تم بنيانه ، فترل به الوالى ولم تزل الحرب بينهم قائمة الليل والنهار.
__________________
(١) ما بين حاصرتين إضافة لضبط المعنى
(٢) ما بين حاصرتين إضافة لاستكمال المعنى ، من تحفة الأعيان للسالمى (ج ٢ ، ص ١٢)
(٣) لا يصح أن يقال فلان شهيد بعينه إلا من نزل الوحي بتعيينة شهيدا كعثمان بن عفان رضي الله عنه.