وأما ناصر ، فإنه جمع البدو من الظفرة ، وعزم على الهجوم على حصن الجو ، وكان فيه أحمد بن خلف في ذلك اليوم [م ٣٦٠] واليا ، وتابع ناصرا كافة أهل الجو ، وأعانوه على الوالي وداروا بالحصن ، فعلم به الولاة من الباطنة والظاهرة فأتوا أحمد بن خلف فخرجت جيوش الأعداء منها.
ثم أقبل الوالي الأكبر [عبد الله بن محمد](١) من نزوى بجيشه ، فأمر بهدم حصون الجو كافة ، ما خلا حصن الإمام وتفرقت الأعداء وأما عمير بن محمد ، [فقد](٢) مضى مع النصارى بصحار والباقون قصدوا العقبة من جلفار ، فكانوا يقطعون الطرق ، ويغزون البلدان فسارت عليهم الولاة ، فقتل من قتل منهم ، وانهزم من انهزم وأخذ الوالي إبلهم ورجع إلى عمان.
وأما ناصر بن قطن ـ ومن معه ـ فمضى إلى الباطنة ، فهجم على بلدان بني خالد وبني لام ، فأخذوا وسلبوا ما على النساء من الحلى والحلل ورجعوا بما أخذوا إلى الأحساء.
ثم إن ناصر بن قطن أتى إلى عمان ثانية ، وقصد الباطنة للنهب والسلب فجهز له الإمام جيشا ، وأمر عليه علي بن أحمد ، وعضده بمحمد بن الصلت الريامي ، وعلي بن محمد العبري ، وأحمد بن بلحسن البوشري. فمضوا إلى قرية لوى.
فأقبل ناصر بن قطن بقومه ، فوقع بينهم الحرب ثم ركب ناصر إلى مجيس ، فاتبعه الوالي بمن معه ثم ركب ناصر قاصدا إلى أرض الشمال
__________________
(١) ما بين حاصرتين إضافة لتوضيح المعنى ، من تحفة الأعيان للسالمي (ج ٢ ، ص ١٣)
(٢) ما بين حاصرتين إضافة لتوضيح المعنى