فركب الوالي في طلبه ، فكان أول من لحقه أحمد بن بلحسن البوشري ، ومراد ، وراشد بن حسام ، وبعض الشراة ، بموضع يقال له الخروس فوقع القتل في المسلمين قبل أن يتكامل جيش الإمام فقتل المقدمون جميعا ولله الدوام.
فلما وصل الجيش ، رأوا أصحابهم صرعى ، ولم يروا أحدا من جيش ناصر. ثم إن ابن حميد ـ وهو محمد بن عثمان [الخالدي ، وكان من أصحاب ناصر بن قطن](١) غزا بلاد السر وكان الوالي فيها محمد بن سيف (٢) الحوقانى ، وكان بها يومئذ سعيد بن خلفان فطلب سعيد من ابن حميد المواجهة (٣) [للمشافهة](٤) ، فتواجها بمسجد الشريعة من الغبى فسأله أن يرد ما كسبه ونهبه ، فأبى وازداد عتوا ونفورا ، فأمر سعيد [م ٣٦١] بأسره ، وقيد في حصن الغبي.
ومضى سعيد إلى الرستاق ، فأخبر الإمام أن محمدا بن عثمان في حصن الغبي فأمر الإمام بإتيانه إلى الرستاق فأتي به مقيدا ، فأقام في الحبس سبعة أشهر وتوفي.
ثم إن الإمام جهز جيشا ، وأمر عليه سعيد بن خلفان ، وعضده بعمير بن محمد بن جفير ، فساروا قاصدين إلى أخذ إبل ناصر بن قطن الهلالي فالتقتهم بنو ياس دون الإبل ، بموضع يقال له الشعب (٥) ، قريبا من
__________________
(١) ما بين حاصرتين إضافة من تحفة الأعيان للسالمي (ج ٢ ، ص ١٤) جاء في الشعاع الشائع باللمعان في ذكر أئمة عمان لابن رزيق (ص ٢٢٣) أن محمد بن عثمان (يسمى حميد بن عثمان).
(٢) في الأصل (محمد يوسف الحوقاني) وهو تحريف.
(٣) في الأصل الواجهة.
(٤) ما بين حاصرتين إضافة من تحفة الأعيان للسالمي (ج ٢ ، ص ١٤).
(٥) في الأصل (الشقب) والصيغة المثبتة من كتاب الشعاع الشائع (ص ٢٢٤).
وكتاب الفتح المبين لابن رزيق (٢٧٨) وفي كتاب تحفة الأعيان للسالمي (ج ٢ ، ص ١٤) الشعيبة.