محمد بن ناصر قومه فركضوا ووقع بينهم حرب عظيم ، فقتل صاحب العنبوري ، وقتل من قتل من قومه ، وانكسر الباقون.
ورجع محمد بن ناصر إلى فلج الشراة ودخل في اليوم الثاني إلى فلج المدرى من وبل فالتقاه بلعرب بن ناصر طائحا (١) فصالحه على تسليم قلعة الرستاق ، وجميع الحصون [م ٣٩٠] التي في يده ، ومضوا جميعا إلى قلعة الرستاق.
فأراد بلعرب أن يخدع محمد بن ناصر ، فكان محمد بن ناصر فطنا حذرا ، فأبى أن يدخل إلا بعد أن يدخل جميع القوم ، فلما دخل كافة قومه دخل هو ، ووقع من القوم [في البلد](٢) السلب والنهب والسبى في الذرارى ، حتى أنها بيعت وحملت إلى غير عمان ، وذلك بما كسبت أيديهم جزاء بما كانوا يعملون ، وبما فعلوا في قاضي المسلمين ـ عدي بن سليمان الذهلى ـ ، [وبما فعلوا في](٣) سليمان بن خلفان ، والإمام المهنا بن سلطان وبني عمه والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
ومات يعرب في نزوى ، ومحمد بن ناصر في الرستاق ، لثلاث عشرة ليلة خلت في جمادى الآخر سنة خمس وثلاثين ومائة وألف وكتم أهل نزوى موته ـ خيفة أن يقوى عليهم العدو ـ نحو خمسين يوما.
ثم إن محمد بن ناصر أمر بتقييد بلعرب بن ناصر ، بعدما أمر بلعرب بتخليص الحصون التي بيده ولم يبق إلا مسكد [م ٣٩١] في أيدي بني هناءة [وفي كوت مسكد] جاعد بن مرشد بن عدي اليعربي (٤) ، فاحتالوا وأخذوه منه ، وأوصلوه إلى بلدة نخل ، وقام محمد بن ناصر بالرستاق.
__________________
(١) في الأصل (طايحا) بمعنى مذعنا
(٢) ما بين حاصرتين إضافة للإيضاح
(٣) ما بين حاصرتين إضافة للإيضاح
(٤) العبارة غير واضحة في الأصل ، نصها (أما مسكد في الكوت جاعد بن مرشد بن عدي اليعربي) والصيغة المثبتة من كتاب تحفة الأعيان للسالمي (ج ٢ ، ص ١٢٤)