ابن ناصر خمسة عشر ألفا ، من بدو وحضر ، من سائر (١) القبائل. فالتقوه غربى بركا ، فوقعت بينهم صكة عظيمة. وكانت عند أصحاب رحمة مدافع ، فضربوا الخشب (٢) التي في البحر ، فأغرزت الخشب بحرا (٣).
وانكسر خلف بن مبارك وأصحابه ، وركب ناقته ، واتبعهم أصحاب محمد بن ناصر يقتلون [م ٣٩٤] ويأسرون. فلم يجدوا ملجأ من القتل ، فكانوا يدخلون إلى البحر ليتخلصوا إلى المراكب ، فأغرزت بحرا ولم ينالوها. والقوم تضربهم بالتفاقة (٤) ، فهلك منهم كثيرون (٥) ، وأخذوا أسلحتهم وغير ذلك ، فالذين لفظهم البحر ألف واثنا عشر ألف رجلا ميتين ولا يزالون يتبعونهم حتى دخلوا حصن بركا.
ثم نزل أصحاب محمد بن ناصر الغافري بجانب الجبل من بركا ، فحاصروا الحصن ، فأقاموا أربعة أيام ، ثم إن أصحاب الحصن تخلصوا في المراكب ، ومضوا إلى مسكد ، ولم يبق منهم إلا قليل ، وليس في البلد أحد.
ثم إن أصحاب محمد بن ناصر رجعوا إلى الرستاق ولم يطمعوا بالحصن ورحمة بن مطر رجع إلى بلده ، فأقام محمد بن ناصر في الرستاق ، وأصابه الجدري ، حتى خيف عليه من شدته ، ثم عوفي ، ثم إنه أمر بالمسير إلى ينقل ، وجعل في الرستاق محمد بن ناصر الحراصي واليا عليها ، وعنده أصحاب بهلا ، وسنان [م ٣٩٥] بن محمد بن سنان المحذور الغافري ، قائما (٦) بقلعة الرستاق.
__________________
(١) في الأصل (ساير)
(٢) أى السفن والمراكب
(٣) أى أوغلت السفن في البحر بعيدا عن البر
(٤) أى التفق ، وهى البنادق
(٥) في الأصل (فهلكوا منهم كثير)
(٦) في الأصل (قايما)