أخبار اليمن والدول الإسلامية التي كانت فيه للعباسيين
وللعبيديين ، وسائر ملوك العرب ، وابتداء ذلك وتصاريفه
على الجملة ، ثم تفصيل ذلك على مدته
وممالكه واحدة بعد واحدة
قد تقدم لنا في آخر السيرة (١) النبوية ، كيف صار اليمن في مملكة (٢) الإسلام بدخول عامله في الدعوة الإسلامية ، وهو باذان عامل كسرى ، وأسلم معه أهل اليمن ، وأمره النبي صلى الله عليه وآله وسلّم على جميع مخاليفها. وكان منزله صنعاء كرسي التبابعة ، وأنّه مات بعد حجة الوداع. فقسم النبي صلى الله عليه وآله وسلّم على عمال من قبله ، وجعل صنعاء لابنه شهر بن باذان. وذكرنا خبر الأسود العنسي (٣) ، وكيف أخرج عمال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم من اليمن ، وزحف إلى صنعاء فملكها ، وقتل شهر بن باذان ، وتزوج امرأته ، واستولى على أكثر اليمن ، وارتد أكثر أهله. وكتب النبي صلى الله عليه وآله وسلّم إلى أصحابه وعماله ، وإلى من ثبت على إسلامه ، فداخلوا زوجة شهر بن باذان التي تزوجها في أمره على يد ابن عمها فيروز. وتولى كبر ذلك قيس بن عبد يغوث المرادي ، فبيته هو وفيروز وداذويه بإذن زوجته وقتلوه. ورجع عمال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم إلى أعمالهم ، وذلك قبيل الوفاة.
واستبد قيس بصنعاء ، وجمع المغل من جند الأسود. فولى أبو بكر
__________________
(١) في الأصل : السير.
(٢) في الأصل : في ملكة.
(٣) انظر التعليق على حاشية : ١٠٤ (كاي).