صبر بعد أن كان حلف بالطلاق على [ألا](١) يبيعه. فطلق زوجته الحرة ، وتزوجها الزريعي ، وطال عمره. ملك ابن عشرين ، وبقي في الملك ثمانين (٢) ، وأخذ منه معقل تعز علي بن مهدي.
صعدة : مملكتها تلي مملكة صنعاء ، وهي في شرقيها. وفي هذه المملكة ثلاثة قواعد : صعدة ، وجبل قطابة ، وحصن ثلا ، وحصون أخرى. وتعرف كلها ببني الرسي ، وقد تقدم ذكر خبره.
وأما حصن ثلا : فمنه كان ظهور الموطىء ، الذي أعاد إمامة الزيدية لبني الرسي ، بعد أن استولى عليها بنو سليمان. فآووا إلى جبل قطابة ثم بايعوا الأحمد الموطىء سنة خمس وأربعين وست مئة. وكان فقيها عابدا ، وحاصره نور الدين بن رسول في هذا الحصن سنة ثم جمر (٣) عليه عكسرا للحصار. ثم مات ابن رسول سنة ثمان وأربعين ، وشغل ابنه المظفر بحصار حصن الدملوة. فتمكن الموطىء ، وملك حصون اليمن وزحف إلى صعدة ، وبايعه السليمانيون ، وإمامهم أحمد المتوكل ، كما مر في أخبار بني الرسي.
وأما قطابة : فهو جبل شاهق شرقي صعدة ، وفيه حصن وقرى ، وانضوى إليه بنو الهادي عند ما غلبهم بنو سليمان على صعدة إلى أن كان ما ذكرنا (٤).
حراز ومسار : أما حراز فهو إقليم في بلاد همدان ، وحراز بطن من بطونهم كان منهم الصليحي [١١٨]. وحصن مسار هو الذي ظهر فيه الصليحي ، وهو من إقليم حراز. قال البيهقي : بلادهم غربية (٥) بجبال اليمن
__________________
(١) زيادة لاستقامة المعنى.
(٢) ثلاثين (كاي).
(٣) أي جمع.
(٤) راجع التعليق على حاشية ١١٧ (كاي).
(٥) في الأصل : شرقية ومنها (كاي) ؛ وراجع التعليق على الحاشية ١١٨.