في جهة الشرق ، ومن غربيها بساحل البحر الهندي الذي عليه عدن ، وفي شرقيها ببلاد عمان ، وفي جنوبها بحر الهند مستطيلة عليه. وشمالها حضرموت كأنها ساحل لها ، ويكونان معا لملك واحد. وهي في الإقليم الأول ، وأشد حرا من حضرموت.
وكانت في القديم لعاد ، وسكنها بعدهم مهرة من حضرموت ، أو من قضاعة ، وهم كالوحوش في تلك الرمال ، ودينهم الخارجية ، على رأي الإباضية (١) منهم.
وأول من نزل الشحر من القحطانيين مالك بن حمير ، خرج على أخيه وائل ، وهو ملك بقصر غمدان ، فحاربه طويلا ، ومات مالك ، فولى بعده ابنه قضاعة بن مالك. فلم يزل السكسك بن وائل يحاربه إلى أن قهره. واقتصر قضاعة على بلاد مهرة ، وملك بعده ابنه الحاف ، ثم مالك بن الحاف ، وانتقل إلى عمان ، وبها كان سلطانه. قال البيهقي : وملك مهرة بن حيدان بن الحاف بلاد قضاعة ، وحاربه عمه مالك بن الحاف ، صاحب عمان ، حتى غلبهم عليها ، وليس لهم اليوم في غير بلادهم ذكر.
وببلاد الشحر مدينة مرباط وظفار (٢) على وزن نزال ، وظفار دار ملك التبابعة ، ومرباط بساحل الشحر ، وقد خربت هاتان المدينتان. وكان أحمد بن محمد بن محمود الحميري ، ولقبه الباخودة. وكان تاجرا كثير المال ، تقرب إلى صاحب مرباط بالتجارة حتى استوزره ، ثم هلك ، فملك أحمد الباخودة. ثم خربها وخرب ظفار سنة تسع عشرة وست مئة. وبنى على ساحل مدينة ظفار بضم الظاء المعجمة ، وسماها الأحمدية باسمه ، وخرب القديمة لأنها لم يكن لها مرمى [١٢١].
نجران : قال صاحب الكمائم : هي صقع منفرد عن اليمن (٣) وقال
__________________
(١) انظر مروج الذهب : ٦ / ٦٧ (كاي).
(٢) انظر حاشية : ٧ (كاي) والاصطخري : ٢٤ ؛ ابن حوقل : ٣١ (كاي) ؛ والتعليق على الحاشية : ١٢١ (كاي).
(٣) راجع التعليق على الحاشية : ١٢٢ (كاي).