موطن قبائل عك وأشعر ، حيث استقروا على مقربة من مستنقع غسان بين نهري زبيد وريمة ، وبعد إقامة طالت ، وقعت بينهم وبين السكان الأصليين منازعات ، فاضطروا إلى الرحيل ، فاستوطنت فرقة منهم نجران على مقربة من بني مذحج ، الذي سكنوا هذا الإقليم منذ زمن طويل وحكموه ، وهبت فرقة أخرى بقيادة حارثة بن عمرو ، وهاجموا الجرهميين بمكة فغلبتهم عليها وعرفت باسم خزاعة ، وهو اسم أطلق عليها ـ كما قيل ـ لأنهما فصلتا عن إخوانهم الذين كانا يقودهم ثعلبة بن عمرو. ومن الأزديين بطنا الأوس والخزرج ، سميتا هكذا باسمي حفيدين لثعلبة ، وامتلكوا يثرب (اسم المدينة في الجاهلية). ومن سلالتهم جاءت أول جماعة عربية اعتنقت الإسلام ، وآمنت بالنبي حين بدا كأنما اليأس قد استغرقه ، ثم غدت خير عدة له أبلغت دعوته النصر. وقد قبل النبي عليه السلام ما عرضه عليه الأوس والخزرج من حمايتهم له ، فلقبهم بالأنصار ، ولقب النفر القليل الذي صحبه في هجرته من مكة إلى يثرب بالمهاجرين. ورويدا رويدا رحل الأزد الغسانيون نحو الشمال حتى بلغوا بلاد الشام ، وأسسوا مملكة عرفت باسم الغساسنة ، وكانت متماسكة في عهد السيادة الرومانية ، إلى أن فتح المسلمون بلاد الشام.
وهناك قبيلتان أخريان تنتسبان إلى مالك وهما : بنو خثعم ، وبنو بجيلة ، وجدهم الغوث أبو الأزد. ولكن بعض الروايات تقول : إن أصلهما من معد.
القسم الكبير الثالث من العرب القحطانية يتألف كما أسلفنا القول من سلالة عريب أخي مالك. وينقسم أربعة فروع ، ثلاثة منها : بنوطي ، بنو مذحج ، بنو مرة ، وتؤلف عددا كبيرا من البطون ، والرابع قبيلة الأشعر شركاء بني عك في تهامة اليمن.
وقد ترك بنو طي بلاد اليمن بعد تفرق الأزديين بوقت قصير ، واستوطنوا في الغالب الجهات الشمالية لبلاد العرب قرب جبلي أجا وسلمى ، ومنهما انتشروا في العراق وبادية الشام. ومن بطون مذحج : بنو جعفي ، زبيد ، الحكم ، سنحان ، وهم من سعد العشيرة بن مذحج. ومن بطون مذحج أيضا : بنو عنس ، بنو مراد ، بنو جلد ، وبنو حراب ، النخع ، منبه ، جنب ، وبنو