والوسطى وأفنى أهلها ، فيما عدا قلة من سكانها. وكان معد بن عدنان في أيام هذه الغزوة طفلا فحمل بمعجزة كما يقال إلى بلدة عتيقة في العراق تسمى حران ، وعند عودته التقى ببقية قوم أبيه الذين كانوا قد التجؤوا إلى بلاد اليمن.
فالعرب الإسماعيلية ـ طبقا للرواية الشائعة ـ من سلالة معد ، كما أن عرب اليمن من سلالة قحطان.
وبنو إسماعيل يقسمون أنفسهم ثلاثة أقسام كبيرة : إلياس بن مضر بن نزار ، وإليه ينتمي قبائل عدة من بينهم : قريش التي ظهر فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلّم ، وثانيهما قيس عيلان أخو إلياس ، والثالث ربيعة أخو مضر بن نزار.
والقبائل اليمنية تنقسم بطريقة مماثلة ثلاثة أقسام كبيرة ، كلها تنحدر من سبأ أو عبد شمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، وأولها الحميريون وهم سلالة العرنجاج الذي اشتهر باسم حمير بن عبد شمس. ومن بين قبائل حمير الرئيسية التي يكثر ورود أسمائها في تواريخ اليمن : بنو شرعب ، وبنو شعبان ، وقبائل أخرى عديدة : ذورعين ، يريم ، يافع ، وحاظة ، ذو الكلاع ، حراز ، ميتم ، سحول ، أوزاع ، ذو أصبح. ويلاحظ أن كثيرا من أسماء المواضع في اليمن سميت بأسماء القبائل التي سكنتها. والقسمان الآخران من القحطانيين يتألفان من سلالة مالك وعريب ابني زيد بن كهلان بن عبد شمس. ومن بين القبائل مالك وأحقها بالذكر همدان ، وهي من سلالة الخيار بن مالك. ويتفرع من بني همدان عدد من البطون لا يحصى كثرة ، كلها يتصل فيما بينهما بنسب مشترك ، وهي كغيرها من القبائل العربية الشقيقة ـ غالبا لا دائما ـ ما تربط بينها وشائج تعاهد على قدر من التوثق يتفاوت. ويكفي أن نذكر هنا من بطون همدان أسماء حاشد وبكيل (وقلما يفترقان) ، وبني يام ، جشم ، شهاب.
ويلي بني همدان في الأهمية ، بنو الأزد ، والأزد اسم ينتمي إليه أعظم الأقسام أهمية من الشعب الذين سكنوا بلاد سبأ ، وعاصمتها مأرب ، في الوقت الذي تهدم فيه السد بسبب سيل العرم ، وما جره انهيار السد من خراب حاق بهذا الجزء من بلاد اليمن ، وهجره غالبية الأزد (سنة ١١٨ م فيما يراه كوسان ده برسيفان) ومضى فريق منهم إلى عمان ، وسوادهم الأكبر إلى تهامة اليمن ،