أنه دعاكم إلى نزار (١) وراودكم على ذلك فامتنعتم. والفصل الثاني : اضربوا سكة نزارية ، وأنا أوصلها إلى مولانا الآمر بأحكام الله. ففعلوا ذلك ووافق وصوله من اليمن القبض على المأمون ، فأوصل الكتب والسكة إلى مولانا ، فقضى ذلك بتسيير الأمير الموفق ابن الخياط للقبض على ابن نجيب الدولة [٥٥] ، وسار معه من الباب مئة فارس من الحجرية المفظعين.
وممن كان في صحبة ابن الخياط (٢) هذا ، عز الدين ، وسار مع ابن الخياط ابنه سعد الملك. فلما وصل الخبر أن الرسول في دهلك ، توجه ابن نجيب الدولة إلى زبيد ، بعد امتناع ، وكراهية لذلك. وكان يقول : داع لا ينافق ، والموت أصلح من النفاق. ودخل أعداؤه إلى الحرة الملكة ، وقالوا لها : احتفظي يا مولاتنا ابن نجيب الدولة ، فإن الإمام لا يطلبه إلا منك ، فتمارضت الملكة وأرسلت إليه الشريف أسعد بن عبد الصمد بن محمد الحوالي ، وكان أصدق الناس إليه. فأدركه في الجند على ليلة. فقال له : هذه الحرة الملكة ، حجة مولانا ، مشرفة على الموت وليست تثق بأحد إلا بك ، فارجع إليها فرجع ، فاحتفظت به على كرامة ، وقيدته ، بقيد فضة ، فيه خمسون أوقية.
ووصل الرسول من عدن يطلبه ، فامتنعت الحرة الملكة عليه ، وقالت له : «أنت حامل كتاب مولانا فخذ جوابه ، وإلا فاقعد حتى أكتب إلى مولانا ويعود الجواب». فدخل السلطانان سليمان وعمران ابنا الزر وبذلا لعبد الله بن المهدي المعمري عشرة آلاف دينار ، وحصنين بأعمالهما. وكانت الحرة الملكة إلى رأيه ، فخوفها سوء السمعة بالنزارية ، وأمر الرسول ومن معه أن يشيعوا بذلك. ولم يزل بها حتى استوثقت لابن نجيب الدولة من ابن الخياط بأربعين يمينا. وكتبت إلى مولانا الآمر بأحكام الله أمير المؤمنين ، وسيرت رسولا ، هو كاتبها محمد بن الأزدي (٣) وكان أديبا منشئا للديوان ،
__________________
(١) حاشية ٢٥ (كاي) والتعليق عليها.
(٢) في الأصل : هذا ابن الخياط.
(٣) في الأصل : الأزرقي والتصحيح من خ.