وبلغنى أنه رأى فى المنام ـ وأبوه مريض ـ أن شخصا ـ أظنه مغربيا ـ أعطاه كساء ، وقال له : بعه بثلاثة عشر درهما ، اعط أباك منها ثلاثة ، والباقى لك فأول ذلك بمقدار حياتهما ، وتردد فى الدرهم هل هو شهر أو سنة ، فقدر أن أباه مات بعد ثلاثة أشهر بعد الرؤية ، فغلب على ظنه أنه لا يعيش بعد أبيه إلا عشرة أشهر ، فعاش بعد أبيه عشرة أشهر وسبعة عشر يوما ، لأن أباه توفى فى ليلة نصف ذى القعدة سنة خمس وثمانمائة. وهذه الرؤية مما حملته على اهتمامه بزيارة النبى صلىاللهعليهوسلم ، ورغب مع ذلك فى الوفاة فى جواره عليهالسلام. فحقق الله له قصده.
٢٦٧ ـ محمد بن عبد الرحمن بن أبى الخير محمد بن أبى عبد الله محمد بن محمد ابن عبد الرحمن الحسنى ، الشريف أبو عبد الله الفاسى المكى المالكى ، أخو أبى الخير السابق ، وهو أبو عبد الله الصغير ، لأنه كنى بكنية جد أبيه أبى عبد الله الفاسى الكبير ، الآتى ذكره ، يلقب محب الدين :
ولد فى سنة أربع وسبعين وسبعمائة بمكة ، وسمع بها على غير واحد من شيوخها. منهم العفيف عبد الله النشاورى ، وغير واحد من القادمين إليها ، منهم عبد الوهاب القروى الإسكندرى ، شيئا من آخر «المحدث الفاصل» للرامهرمزى ، والشيخ جمال الدين الأميوطى ، وإبراهيم بن صديق ، وبعض ما سمعه على ابن صديق معى وبقراءتى.
وسمع معى بالقاهرة وبقراءتى على جماعة من شيوخنا ، منهم : على بن أبى المجد الدمشقى ، وعبد الله بن عمر الحلاوى ، وأحمد بن حسن السويداوى ، والبرهان إبراهيم ابن أحمد الشامى.
وله إجازة من عمر بن أميلة ، وصلاح الدين بن أبى عمر ، ومن عاصرهم من شيوخ دمشق وغيرها.
وحدث عن بعض شيوخه بالإجازة ، المشار إليهم ، وعن غيرهم ممن سمع منهم ، وحفظ «مختصر» ابن الحاجب فى الفقه و «الرسالة» لابن أبى زيد ، وغير ذلك من المختصرات.
وكان يحضر تدريس أبيه بمكة كثيرا. وقرأ فى الفقه بالقاهرة على بعض شيوخها من المالكية ، وتبصر فى الفقه قليلا ، ودرس فيه قليلا.
__________________
٢٦٧ ـ انظر المرجع السابق والصفحة.