ولا قوة إلا بالله ، ورام جماعة من أهل الخير الإصلاح بينى وبينه ، على أن أستنيبه وأعطيه نصف المعلوم ، فأجبتهم لسؤالهم ، ولم يوافق هو على ذلك ، لإشارة كثير من أهل الهوى عليه بعدم الموافقة على ذلك ، قدر شىء لكان ، وبلغنى أنه جمع شيئا يتعلق بابن الحاجب الفرعى ، ذكر فيه الراجح مما فيه الخلاف ، وسماه «الأداء الواجب فى تصحيح ابن الحاجب» وهذا أو غالبه موجود فى شرح ابن الحاجب ، ولكن لجمعه فائدة فى الجملة ، ولم أقف على شىء من ذلك ، ووقفت له على شىء جمعه فى قدر ثلاث كراريس ، تتعلق «بمختصر» الشيخ خليل الجندى ، وشارحيه الإمامين : صدر الدين عبد الخالق بن الفرات ، وشيخنا القاضى تاج الدين بهرام لذكرهما فى شرحهما أشياء انتقدها عليهما ، وبعث بذلك إلى فضلاء المالكية بالقاهرة لينظروا فيه ، فوقف على ذلك ـ فيما بلغنى ـ من المعتبرين : شيخنا قاضى القضاة جمال الدين عبد الله بن مقداد الأقفهسى ، وقاضى القضاة شمس الدين البساطى ، ولم يكتبا ولا غيرهما عليه حرفا ، ولم يحمداه على ذلك فيما بلغنى ، ولعل ذلك لعدم ورود أكثر ما أورده ، وإساءته فى العبارة فى بعض ذلك.
وقد ناب فى الحكم بمكة عن قاضيها شيخنا العلامة جمال الدين بن ظهيرة ، وحكم فى قضايا لم يخل فيها من انتقاد ، ولديه فى الجملة خير.
توفى وقت العصر من يوم الخميس خامس عشر ربيع الأول سنة أربع وعشرين وثمانمائة ، ودفن فى بكرة الجمعة بالمعلاة ، عند قبر أبى لكوط (٢).
وكانت مدة علته ثمانية أيام ، وهى حمى حادة دموية ، ولعله فاز بسببها بالشهادة ، فإنها نوع من الطاعون فيما قيل.
٢٦٩ ـ محمد بن عبد الرحمن بن هشام بن يحيى بن هشام بن العاص بن المغيرة ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشى المخزومى ، قاضى مكة ، والملقب بالأوقص :
روى عن ابن جريج ، وعيسى بن طهمان.
روى عنه معن بن عيسى ، ومحمد بن الحسن بن زبالة ، وذكره ابن حبان فى الثقات.
قال العقيلى : يخالف فى حديثه ، وقال أبو القاسم بن عساكر : ضعيف.
__________________
(٢) على هامش المطبوعة : «هو الولى الصالح : عبد الله بن عبد الرحمن الدكالى المتوفى سنة ٦٢٩ ، وقبره بالحجون مشهور».
٢٦٩ ـ انظر ترجمته فى : (ميزان الاعتدال ٣ / ٦٢٥ ترجمة ٧٨٥٥).