وكان حسن الصوت بالقراءة ، وحين كان يصلى التراويح بالمسجد الحرام. كان الجمع يكثر لسماع قراءته ، ودام على ذلك سنين ، ثم ترك ، قبيل موته لضعفه.
وكان من القراء الملازمين للقراءة عند قبر الليث بن سعد ، فقيه مصر بالقرافة ، وعادتهم يقرءون عند قبره ختمة ، يبتدئونها فى كل يوم جمعة ، بعد صلاة الجمعة ، ويختمونها فى آخر ليلة السبت. وقد تردد إلى مكة غير مرة ، آخرها فى سنة أربع وثمانمائة ، فى رسالة لصاحب مكة ، وحبب الله له سكناها ، فانقطع بمكة حتى مات ، وسكن بدار خديجة أم المؤمنين بنت خويلد رضى الله عنها ، بزقاق الحجر بمكة ، ويعرف بمولد السيدة فاطمة ، حتى مات بها.
وكان ابتداء سكناه بها فى آخر سنة خمس وثمانمائة ، بعد موت عمر النجار المؤذن ، وكان أمرها إليه قبله.
وكان يجتمع إليه بها فى كل ليلة سبت ، جماعة من المداح ويقرءون شيئا من القرآن العظيم ، ويذكرون الله تعالى ويمدحون ، وكان ملازما للتلاوة.
وبلغنى أنه كان يقرأ فى كل يوم وليلة ختمة ، وفى مرض موته ثلث ختمة.
وتوفى فى ليلة الخميس ثالث عشرى ربيع الأول ، سنة سبع وعشرين وثمانمائة بمكة. ودفن فى صبيحتها بالمعلاة ، وقد تأهل بمكة ، بابنة الشيخ جمال الدين الأميوطى ، ورزق منها أولادا.
٣١٣ ـ محمد بن على بن زيد الصائغ ، أبو عبد الله المكى ، محدث مكة :
ذكره ابن حبان فى الطبقة الرابعة من الثقات ، فقال : يروى عن أبى نعيم ، وأحمد بن شبيب. روى عنه الحجازيون. انتهى.
وذكر ابن نقطة فى «التقييد» : أنه حدث عن سعيد بن منصور الخراسانى بسننه ، وأن دعلج بن أحمد السجزى ، رواها عنه ، قال : توفى سنة إحدى وتسعين ومائتين فى ربيعها الأول.
وحكى ابن نقطة عن الدارقطنى : أنه قرأ بخط أبى جعفر الطحاوى ، أنه توفى فى النصف الأول من ذى القعدة.
__________________
٣١٣ ـ انظر ترجمته فى : (تذكرة الحفاظ ٢ / ٦٥٩ ، العبر ٢ / ٩٠ ، شذرات الذهب ٢ / ٢٠٩ ، سير أعلام النبلاء ١٣ / ٤٢٨).